المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 3 أغسطس 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

اختبارات القدرات والتحصيلي… حين تُقاس الأحلام بالأرقام!

لا يخفى على أحد أن اختبارات القدرات العامة والتحصيل الدراسي أصبحت بوابة العبور الأساسية إلى الجامعات السعودية بل تكاد تكون المعيار الأول الذي يُبنى عليه مستقبل الطالب متجاوزةً بذلك رحلة طويلة من التعليم امتدت لـ12 سنة دراسية من المرحلة الابتدائية حتى نهاية الثانوية.

لقد بات كثير من أبنائنا يقفون أمام هذه الاختبارات وهم يحملون طموحات كبيرة وآمالاً بنهاية مشرقة لمشوار دراسي مضنٍ لكنّ ما يحدث – للأسف – أن نتيجة اختبارين فقط قد تكون كفيلة بإغلاق أبواب الحلم في وجوههم وتبديد سنوات من الجهد والتفوق الدراسي.

الأدهى من ذلك أن هذه الاختبارات لا تقيس المهارات العملية، ولا تلتفت إلى الجوانب الإبداعية ولا تعطي وزنًا حقيقيًا للقدرات الفعلية التي قد يمتلكها الطالب في مجالات الابتكار أو الفن أو الريادة أو القيادة أو حتى في التفوق الأكاديمي ذاته! فكم من طالب متفوق لم يستطع الحصول على درجة مرضية في “القدرات”، وكم من مبدع أُقصي من التخصص الذي يناسبه بسبب نتيجة “التحصيلي”.

السؤال الذي يجب أن يُطرح بجرأة: هل من المنطقي أن نلغي أثر 12 سنة دراسية ونختزلها في ساعات معدودة؟
وهل أصبحت الأرقام في هذه الاختبارات أصدق تعبيرًا عن الإنسان من سِجله الدراسي وشهادات معلميه ومواهبه الفطرية؟

لسنا ضد تقييم الطلاب ولا ضد وجود معايير موحدة للقبول الجامعي ولكننا بحاجة إلى إعادة النظر في فلسفة هذه الاختبارات وفي دورها الحاسم بل القاسي أحيانًا في تقرير مستقبل الطالب.
نحتاج إلى منظومة تقييم شاملة تنظر للطالب كإنسان له قدرات متعددة لا كرقم في خانة!

ختامًا… التعليم ليس مجرد سباق اختبارات بل هو صناعة إنسان.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  2.7K