المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

خبز الوطن خيرٌ من كعك الغُربَة

عبدالله بن علي الهُذلي  

يا مهبط الوحي ويا منبع الرسالة أرجو العذر إن خانتني حروفي وأتمنى العفو إن أنقصت ميزاناً، فما أنا إلّا ولهان حاول أن يتغنّى بِحُبِّ هذا الوطن الشامخ والشعب الوفي ، لم أكن أعرف أنّ للذّاكرة عطراً ونسما .. اسمها الوطن . ولم أكن أعلم أنه قُبلَةٌ عَلَى جَبِينِ الأَرض ، فلله درك أيها الكيان الطاهر *.

ليس هناك شيء في الدّنيا أعذب من أرض بلاد الحرمين الشريفين فالوطن شجرة طيّبة لا تنمو إلّا في تربة التّضحيات، فحبه يجري في العروق، ومهما كتبنا وقلنا فيه لم ولن نوفيه قدره، لكن حقّه علينا أن نعمل من أجله بكلّ صدق وأمانة، وأن نحافظ على مكتسباته وثرواته ومقدّساته كم هو الوطن عزيز في قلوب الشّرفاء** حبّهُ أقوى من كلّ حجج العالم، ليكن الوطن عزيزاً على كلّ القلوب الحسنة، إذا لم يكن للعلم وطن فإنّ للعالم وطناً .

* *فهو مسقط رأسي الحقيقي، فقد عشت في كنفه، وكبرت وترعرعت على أرضه وتحت سمائه، واحتميت بأحضانه، فالوطن هو الأمّ التي ترعانا ونرعاها ، الوطن ذلك البَحرُ الذِي شَرِبتُ مِلحَهُ وَ أكَلتُ مِن رمله** ماذا عساني أن أكتب أو أتحدث في حقّ وطن عظيم، كالمملكة العربية السعودية *بل من أين أبدأ كلامي؟ فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها تعبيراً أو خيالاً له حدود لكني أقولها بصوت عالٍ لكي يسمعها كلّ النّاس، شكراً لك يا من عِشتُ ترابك وولدت على فراشك الطّاهر، يامن شعرت فيه بالأمن والأمان يكفيني شرفاً وفخراً واعتزازاً بك يا قبلة المسلمين ويا منارة الحضارات ، شكراً لك يا بلد العطاء والخير، مهما قلت في حقّك فإنّ لساني يَعجز عن الوصف، فهذه كلمات بسيطة لا تعبّر عمّا بداخلي . الوطني يدفعني إلى الجدّ والاجتهاد، والحرص على طلب العلم والسّعي لأجله كي أصبح يوماً ما أداة نفع أخدم فيها وطني وأسدد الدين الذي في رقبتي لهذا البلد الأمين، كي أردّ إليه بعض أفضاله عليّ. أنا مغرم جدّاً ببلادي فلا تلوموني لكنّني لا أبغض أيّ أمّة أخرى فخبز الوطن خيرٌ من كعك الغُربَة . .

* *جميل أن يموت المرء من أجل وطنه، لكنّ الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن . ،. فقيم العاقل يجب أن تكون مغروسة في وطنه، أمّا عيناه فيجب أن تستكشف العالم... هل تدرون لماذا ؟! لأن دارنا ماهي مثل كل الديار ،* وأنّ دماء الشّهداء هي التي ترسم حدود الوطن.* نموت كي يحيا الوطن، يحيا لمن؟ نحن الوطن، إن لم يكن بنا كريماً آمنا ولم يكن محترماً ولم يكن حرّاً، فلا عشنا ولا عاش الوطن .. وصدق من قال : " وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه " **.

الرياض ـ وزارة التعليم [email protected]
بواسطة :
 0  0  15.0K