على طرق المملكة: رجال أمن الطرق ظل الرحمن ووجه الوطن
في امتداد الطرق السريعة، تلك التي تخترق الجبال وتعلو الصحارى، وبين الرمال التي تُشبه الفضاء المفتوح، يسير رجال الأمن في المملكة وكأنهم يمشون على دعاءٍ قديمٍ حُفِر في أعماق الوطن: الطمأنينة نعمة، ورجالها أمان.
لا تشبه المملكة سواها، ليس فقط بجغرافيتها الممتدة من السهل إلى الجبل، بل في تفاصيلها اليومية
حيث يتحوّل رجل الأمن إلى مأوى عابر السبيل، وسند المتعب، ومرآة القيادة الحكيمة التي زرعت في كل فردٍ نخوة لا تنطفئ.
ترى أحدهم واقفًا على قارعة الطريق السريع في قلب الصحراء، لا يطيل النظر في السيارات العابرة، بل يراقب حركة الأمان في النفوس، يختبر سكينة المكان، ويُجسّد
الطاعة للخالق عبر خدمة الخلق.
في بلدٍ بحجم قارة، تُشبه فضاءً مفتوحًا، ليس من السهل توفير الأمان، ولكن المملكة اختارت الأصعب وأن يكون كل طريق مأهولًا بالحماية، وكل مدينة مزروعةً
بالطمأنينة، وكل مواطنٍ محاطًا بسندٍ إنسانيٍ قبل أن يكون واجبا ومجرد وظيفة وحسب.
رجال الأمن ليسوا فقط عيونًا تسهر، بل قلوبًا تعطف، وأرواحًا تنتمي فيهم النخوة التي تسبق السؤال، والمروءة التي لا تُنتظر ثمنًا، وحكمة القيادة التي أنجبتهم لا لحراسة الحدود فقط، بل لاحتضان الوطن من الداخل، وتغذية الروح بالقيم.
هم صورة مشرفة لقيادةٍ تعرف أن الأمن ليس إجراءات، بل دعاءٌ يتحقّق، وعقيدةٌ تُحيا، وناسٌ تحسّ. ولذا أصبح الأمن في المملكة طاعةً للرحمن، قبل أن يكون طاعةً للأنظمة.