الكتاب يحتضن العروبة: معرض الكتاب بالمدينة المنورة يروي سيرة وطن من نور
شهدت المدينة المنورة، موئل الرسالة ومهد الحضارة، فعاليات معرض الكتاب لهذا العام في مشهد ثقافي متكامل جسّد هوية المملكة كمنارة للمعرفة ومركز حيوي للحوار العربي.
امتاز المعرض بتنوع لافت في محتوياته، حيث تجاوز مجرد عرض الإصدارات إلى احتضان مكتبة فكرية حية، جمعت دور نشر من مختلف بقاع العالم العربي، ومزجت بين كتب التراث، والإنتاج المعرفي المعاصر، والابتكار الرقمي في الطرح. من أروقة الفلسفة إلى منابر الشعر، ومن أدب الطفل إلى الأطالس المعرفية، صاغ المعرض فسيفساء فكرية تشهد على عمق المشهد الثقافي السعودي.
ولم تقتصر الفعاليات على البيع والاقتناء، بل شملت ندوات وورشًا ولقاءات أدبية، ضمت نخبة من الأدباء والمفكرين، ناقشوا فيها قضايا النشر، وتحديات الهوية، ومكانة اللغة العربية في عصر الرقمنة.
الحضور الجماهيري كان لافتًا، حيث شاركت مختلف الفئات المجتمعية، من الأطفال واليافعين إلى الأكاديميين والمهتمين، مما أعطى للمكان طابعًا حيويًا ونبضًا إنسانيًا. فالمعرض لم يكن مجرد حدث، بل مرآة لعلاقة السعوديين بالكتاب، واحتفالًا بروح المدينة التي لطالما احتضنت الوحي، واليوم تحتضن الكلمة.
هذه التظاهرة الثقافية رسّخت صورة المملكة ليس فقط كدولة تنتمي إلى العروبة، بل كصانعة ومجددة لها. ومن قلب المدينة المنورة، يخرج المعرض كرسالة خالدة بأن الكتاب لا يزال وطنًا نتفيأ ظله، ونرسم به ملامح المستقبل.