شرفةٌ من الجنة: حينما خاطبني صديقي من العالم ألأخر في المنام
في لحظة نورانية تجسّدت في منامي ، زارني حبيبي وصديق عمري الراحل " محمد إلياسى وقد اكتسى بنعمة الله وعفوه، قائلاً لي بلطف مطمئن: "أنا في جنةٍ من جنات الله، أنعم برضاه تحت ظل رحمته، وأتأمل بالطبيعة الإلهية عبر شرفةٍ لم يُخلق مثلها في الأرض."
لم تكن تلك الكلمات من نسج الخيال، بل من عمق الأثر الذي يتركه فعل الخير في حياة الإنسان وبعد وفاته. فقد أحب محمد الله بحق، وسقى المُحتاج وكل روح رطبة ومشى في الأرض بخفة الروح وثقل القيمة. رأيته في المنام شاهداً على أن من يعمل الخير لا تبتلّ خطاه بالموت، بل تمتد إلى أرواح الآخرين، حتى يطلّ من شرفة الجنة ليقول لنا: استمروا.
هذه الرؤية لم تكن مجرد عزاء، بل دعوة للفعل. رسالة نبوية الطابع في زمن كثرت فيه الضوضاء وقلّ فيه الإحساس. محمد لم يمت في الوجدان، بل تحوّل إلى ضوء يرشّد خطانا، ويذكّرنا أن ما نزرعه من رحمة لا يذهب سدى.
في الواقع و في عالم تقطعت عبره السبل في إيجاد المحب الصادق الصدوق ، تبقى هذه الزيارة الروحية دليلًا على أن الخير ليس فعلًا طارئًا بل استثمار أبدي. إن سقي المحتاج، والمسير في الأرض برفق، هما من الأعمال التي تُروى في جنات الله…
وأن الأرواح الطيبة تظلّ تطلّ علينا، لا لترحل، بل لتبعث فينا الامل بالله تعالى وبمقابل ما نقدمه لأنفسنا .. رحم الله أبا معاذ وكل مخلص نبيل ..