أطفال الطلاق ضحايا بلا ذنب بين مطرقة التحريض وسندان الفقد
حين يقع الانفصال بين الزوجين ينتهي عقد الزواج لكن لا تنتهي المسؤولية فالأبناء ليسوا أوراقًا في محكمة، ولا أداة للضغط والانتقام هم الأرواح التي وُضعت أمانة في أعناق والديهم مهما اختلفت الطرق
للأسف نرى بعض الأمهات أو الآباء بدافع الغضب أو الكيد يحرّضون أبناءهم على الطرف الآخر فيزرعون الكراهية بدل المحبة ويغذّون العقول الصغيرة بأفكار مليئة بالشك والعداء والخذلان لا يدركون أن الطفل لا يحتاج إلى طرف ينتصر له بل إلى قلبين يحتضنانه حتى لو لم يعودا معًا
التحريض على الأب أو الأم لا يُكسب معركة بل يخلق جرحًا لا يلتئم في نفس الابن أو البنت قد ينشأ الطفل مشتتًا مضطربًا لا يثق في الحب ولا يعرف الثبات وكل ذلك لأن من أحبهم قرروا أن يُعاقبوا بعضهم من خلاله
التربية مسؤولية لا تنتهي بالطلاق بل تبدأ من جديد بثوب مختلف. الأب الحقيقي هو من يبقى سندًا رغم الفراق، والأم الحقيقية هي من تبني جسرًا من التفاهم لا حائطًا من الحقد الأبناء بحاجة لأمان مشترك لا لقنابل عاطفية تُزرع في قلوبهم الصغيرة
دعونا نتذكر دائمًا الطفل لا ينسى من حرمه من الحب ولا يغفر لمن جعله يشعر بأنه عبء أو سلاح
فلنتقِ الله في فلذات أكبادنا ولنتعامل معهم كما نستحق أن نُعامَل لا كما نُريد أن ننتقم