المدينة تقرأ: عندما يتلاقى الإعلام والكتاب في حضرة النبوة
في المدينة المنورة، حيث لكل زاوية ذاكرة ولكل ركن دعاء، أقيم معرض الكتاب بصيغة تتجاوز المألوف، تتحول فيها صفحات الكتب إلى أعمدة حوار، وترتفع فيها الكلمات كما المنائر لتضيء الفكر والهوية.
في هذه الرحلة مع الفريق الإعلامي السعودي، لم تكن التغطية مجرد نقل للحدث، بل كانت مشاركة وجدانية وفكرية.
عدساتنا لم تُصوّب فقط على الأجنحة والفعاليات، بل على التفاصيل التي تصنع المعنى الطفل الذي يحمل كتابًا كأنما يحمل حلمًا، الكاتب الذي يشرح بفخر مشروعه الثقافي، والزائر الذي يتأمل غلافًا كما يتأمل مرآته.
تجلّت مهنية الفريق الإعلامي السعودي وأعضائه في التركيز، التوثيق، والاحتفاء بالرسالة وتحوّلت التغطية إلى سردية وطنية—تُعلي من قيمة المعرفة، وتُعيد للكتاب مكانته في الوجدان السعودي.
تنوع الإصدارات لم يكن فقط في العناوين، بل في الأصوات التي تنطق بها تلك الكتب: صوت اللغة، وصوت التاريخ، وصوت التساؤل المعاصر.
المدينة المنورة هنا ليست مجرد مكان للمعرض، بل شريكٌ في الرسالة. فهي تذكرنا أن المعرفة ليست رفاهية، بل عبادة. وأن الإعلام حين ينحاز للكتاب، فإنه ينحاز للذاكرة، وللشفاء، وللارتقاء المجتمعي.