سعود بن علي الثبيتي معلمي وملهمي وسِرُّ انطلاقتي
قال الله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"
وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
في مشوار كل إنسان ناجح، هناك من أشعل أول شمعة، وأطلق أول شرارة، وأمسك بيده حين كانت الرؤية ضبابية والخطى متعثرة. بالنسبة لي، كان ذلك الرجل هو الأستاذ الإعلامي القدير سعود بن علي الثبيتي.
عرفته لا ككاتبٍ فحسب، بل كـ"مدرسة" إعلامية تُخرّج منها عقول وأصوات وأقلام، أصبحنا نراها اليوم في نشرات الأخبار، وفي ميكروفونات الإذاعة، وعلى منصات الإعلام الجديد، تمثّل هذا الوطن بكفاءة واعتزاز.
لم يكن الأستاذ سعود مجرّد اسم في صحيفة، بل كان قلبًا نابضًا وعقلاً مُلهِمًا عبر "صحيفة غرب الإخبارية"، هذه المنصة التي آمنت بالموهبة، وقدّمت فرصًا تدريبية وتعليمية قلّ نظيرها، دون أن تطلب مقابلاً ماديًا، بل كانت رسالتها: "صناعة إعلامي واعٍ يخدم وطنه برسالة نزيهة".
كم من إعلامي بدأ رحلته من رحم هذه الصحيفة؟! كم من شابٍ أو شابةٍ كان يجهل طريق المايكروفون أو المقال، فأضاء لهم الأستاذ سعود طريقهم، لا بتوجيهٍ فقط، بل برعايةٍ وعنايةٍ أبوية لا تُنسى.
ولم يقف عطاؤه عند الصحيفة، بل أطلق نادي الفريق الإعلامي السعودي عبر منصة X، ليكون امتدادًا لرؤيته التي تؤمن بأن الإعلام ليس مهنة فحسب، بل رسالة وتكليف.
أما أنا، فأشهد أمام الله ثم أمام الجميع، أنني مدين له بعد الله، فهو من أخذ بيدي، وعلّمني كيف أكون صوتًا لا صدى، وقلمًا لا ظلًا، وهو من منحني الثقة، وفتح لي الأبواب، فكنت أحد أولئك الذين صُنعوا في فصول مدرسته.
إن الأستاذ سعود الثبيتي لا يحتاج لشهادتي، ولكن الوفاء دينٌ، وردّ الجميل خلق، وشكر النبلاء من شِيم الكبار.
فشكرًا من القلب، يا أبا علي، على كل لحظة علم، وكل همسة توجيه، وكل فرصة منحتنا إياها.
والشكر يمتد أيضًا إلى صحيفة غرب الإخبارية التي كانت ولا تزال، أول مؤسسة صحفية سعودية تُدرب الكوادر الإعلامية باحترافية وبدون مقابل، في وقتٍ غابت فيه هذه المبادرات عن كثير من المنصات.
ختامًا، نقولها بفخر: من أراد أن يعرف كيف يُصنع الإعلامي الحقيقي، فلينظر إلى حيث تبدأ الرحلة... إلى حيث سعود الثبيتي.