أهل شقراء.. حُكماءُ الصَّحراءِ وأنْجُمُها الوضّاءة
أهل شقراء.. حُكماءُ الصَّحراءِ وأنْجُمُها الوضّاءة، تَسْرُقُكَ منهم البَسَاطةُ قبلَ الرِّفعة، ويَأخُذُكَ كَرَمُ الضِّيافةِ قبلَ حُسنِ المَظْهَر.
في وجوهِهم بَصَماتُ الأصالةِ تَتَحدّث، وفي قُلوبِهم سَجَايا الكَرَمِ تَتَرَسَّخ، يُعطونَكَ مِنْ صَفاءِ البَينِ قبلَ أنْ يُعطوكَ مِنْ يَدٍ، ويَملأونَ الدَّنيا إنسانيّةً حِينَ يَملأونَ المَجالِسَ وَدًّا.
لَهمْ في اللّينِ حِكْمَةُ الشُّيوخِ، وفي الحَزمِ بَأسُ الأُسود، لا تَرى فيهم إلّا التَّواضعَ يَقطرُ مِنْ حَرْفِهم، وَالعِزَّةَ تَتَوهَّجُ في صَمتِهم.
شقراء.. لمْ تَزْرَعْ فِي أرْضِها النَّخيلَ وَحدَهُ، بلْ زَرَعَتْ في أبنائِها شَمائلَ تَفوحُ طِيبًا، فَكُلُّ حَجَرٍ فيها يَحمِلُ قِصَّةً، وَكُلُّ نَسَمَةٍ تَتنفَّسُ كَرَمًا.
فَإنْ كُنْتَ تَسألُ عَنْ مَعدِنِ الإخْلاصِ، فَهُمْ مَقاليدُهُ، وَإنْ بَحَثْتَ عَنْ ذُروةِ المَروءَةِ، فَهُمْ أعْلامُها..
لِسانُ الحالِ عَنْهُمْ يَقُولُ:
كَمْ مِنْ بَسْمَةٍ تَسبقُ الكَلِمَ، وَيَدٍ تَبني قَبلَ أنْ تَطلُبَ، وَقَلبٍ يَفيضُ بِالعَطاءِ كَما تَفيضُ السَّماءُ بِالغَيثِ.
لَقَدْ عَاشَرْتُهُمْ فَوَجَدْتُ الْحُبَّ الْخَالِصَ يَسِيلُ مِنْ دَفَاقَةِ ضُحَاهُمْ، وَالْبِشْرَ الصَّادِقَ يَرْفُلُ فِي مَجَالِسِهِمْ كَالنَّسِيمِ الْعَذْبِ.
هُمْ يَفْتَحُونَ لَكَ قُلُوبَهُمْ قَبْلَ دُورِهِمْ، وَيُهْدُونَكَ دَفَئَ الْوُجُودِ قَبْلَ فِنَاءِ الْقَهْوَةِ.. لَا تَسْأَلْهُمْ عَنِ الضِّيَافَةِ، فَالسَّمَاءُ عِنْدَهُمْ تَحْتَ أَقْدَامِ الضُّيُوفِ!
فِي حَدِيثِهِمْ رِقَّةُ الْوَرْدِ وَصِدْقُ الصَّحْرَاءِ، وَفِي صَمْتِهِمْ حِكْمَةٌ تَسْبِقُ الْكَلامَ.. شَقْرَاءُ لَمْ تَكُنْ مَكَانًا فَقَطْ، بَلْ مَزِيدُ رُوحٍ لِمَنْ أَحَبَّهَا وَأَحَبَّ أَهْلَهَا.
فَإِذَا كَانَ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَفْتَخِرَ بِأَصْلٍ، فَأَنَا أَفْتَخِرُ بِأَنْ كُنْتُ بَيْنَ ظِلَالِ نَخِيلِهِمْ، وَسَمِعْتُ قَلْبَ الْوَفَاءِ يَنْظُمُ أَجْمَلَ الْقَصَائِيدِ بِلُغَةِ الْإِخَاءِ..
لَكُمُ -يَا أَهْلَ شَقْرَاء- مِنَ الْقَلْبِ مَا يَعْجَزُ اللِّسَانُ عَنْهُ.. فَأَنْتُمْ الْجَمَالُ الَّذِي لَا يَبْلَى، وَالذِّكْرَى الَّتِي لَا تَنْسَى.
في وجوهِهم بَصَماتُ الأصالةِ تَتَحدّث، وفي قُلوبِهم سَجَايا الكَرَمِ تَتَرَسَّخ، يُعطونَكَ مِنْ صَفاءِ البَينِ قبلَ أنْ يُعطوكَ مِنْ يَدٍ، ويَملأونَ الدَّنيا إنسانيّةً حِينَ يَملأونَ المَجالِسَ وَدًّا.
لَهمْ في اللّينِ حِكْمَةُ الشُّيوخِ، وفي الحَزمِ بَأسُ الأُسود، لا تَرى فيهم إلّا التَّواضعَ يَقطرُ مِنْ حَرْفِهم، وَالعِزَّةَ تَتَوهَّجُ في صَمتِهم.
شقراء.. لمْ تَزْرَعْ فِي أرْضِها النَّخيلَ وَحدَهُ، بلْ زَرَعَتْ في أبنائِها شَمائلَ تَفوحُ طِيبًا، فَكُلُّ حَجَرٍ فيها يَحمِلُ قِصَّةً، وَكُلُّ نَسَمَةٍ تَتنفَّسُ كَرَمًا.
فَإنْ كُنْتَ تَسألُ عَنْ مَعدِنِ الإخْلاصِ، فَهُمْ مَقاليدُهُ، وَإنْ بَحَثْتَ عَنْ ذُروةِ المَروءَةِ، فَهُمْ أعْلامُها..
لِسانُ الحالِ عَنْهُمْ يَقُولُ:
كَمْ مِنْ بَسْمَةٍ تَسبقُ الكَلِمَ، وَيَدٍ تَبني قَبلَ أنْ تَطلُبَ، وَقَلبٍ يَفيضُ بِالعَطاءِ كَما تَفيضُ السَّماءُ بِالغَيثِ.
لَقَدْ عَاشَرْتُهُمْ فَوَجَدْتُ الْحُبَّ الْخَالِصَ يَسِيلُ مِنْ دَفَاقَةِ ضُحَاهُمْ، وَالْبِشْرَ الصَّادِقَ يَرْفُلُ فِي مَجَالِسِهِمْ كَالنَّسِيمِ الْعَذْبِ.
هُمْ يَفْتَحُونَ لَكَ قُلُوبَهُمْ قَبْلَ دُورِهِمْ، وَيُهْدُونَكَ دَفَئَ الْوُجُودِ قَبْلَ فِنَاءِ الْقَهْوَةِ.. لَا تَسْأَلْهُمْ عَنِ الضِّيَافَةِ، فَالسَّمَاءُ عِنْدَهُمْ تَحْتَ أَقْدَامِ الضُّيُوفِ!
فِي حَدِيثِهِمْ رِقَّةُ الْوَرْدِ وَصِدْقُ الصَّحْرَاءِ، وَفِي صَمْتِهِمْ حِكْمَةٌ تَسْبِقُ الْكَلامَ.. شَقْرَاءُ لَمْ تَكُنْ مَكَانًا فَقَطْ، بَلْ مَزِيدُ رُوحٍ لِمَنْ أَحَبَّهَا وَأَحَبَّ أَهْلَهَا.
فَإِذَا كَانَ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَفْتَخِرَ بِأَصْلٍ، فَأَنَا أَفْتَخِرُ بِأَنْ كُنْتُ بَيْنَ ظِلَالِ نَخِيلِهِمْ، وَسَمِعْتُ قَلْبَ الْوَفَاءِ يَنْظُمُ أَجْمَلَ الْقَصَائِيدِ بِلُغَةِ الْإِخَاءِ..
لَكُمُ -يَا أَهْلَ شَقْرَاء- مِنَ الْقَلْبِ مَا يَعْجَزُ اللِّسَانُ عَنْهُ.. فَأَنْتُمْ الْجَمَالُ الَّذِي لَا يَبْلَى، وَالذِّكْرَى الَّتِي لَا تَنْسَى.