هل اصبح العالم ساذجا؟
*أ.د. محمد حمد خليص الحربي
هل اصبح العالم ساذجا؟ وهل السذاجة اصبحت ديدننا؟ نعم يبدو لي والله اعلم اننا وصلنا الى هذا الحد من التفكير الساذج واصبحنا ننساق وراء أي ظاهرة كيفما كانت بدون ان نفكر في سلبياتها مهما كانت ذات ضرر جسيم علينا وعلى مجتمعنا. فمع تطور وسائل التواصل وتعددها اصبحنا نسمع كل يوم عن ترهة اقل ما يقال عنها انها تافهة. واستغرب كيف نصدقها وهي لا يتقبلها عقل ولا نكتفي بالاطلاع عليها بل نساهم في نشرها وتوزيعها مهما بلغت من الخطورة والسذاجة. والأخطر من ذلك أن معظم وسائل الإعلام الرسمي ناقشتها وحتى لو كانت المناقشة كاستنكار إلا انها تساهم بشكل او بآخر في نشرها. ولا اعلم لماذا يصر البعض ممن يطلق عليهم محليا (مهايطين) على ابتكار مثل تلك الترهات، هل يكون ذلك من مبدأ خالف تعرف للبحث عن الشهرة؟ ام انها من باب التقليد الأعمى للغير ممن ينطبق عليهم قول الشاعر: ****** ترى الناس إن سرنا يسيرون خلفنا *** وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا ولعلهم لم يعرفوا ان تقليد الغير يدل على انهم من فصيلة الإمعة التي تقلد الآخرين دون وعي او كالقرود التي تقلد أي حركة تحدث امامهم دون تفكير. وللأسف فهذا ما يحدث حرفيا دون وعي. نعم اصبحنا بالبذخ والإسراف الغير واقعي وغير المعقول ينطبق علينا قول الحسن بن رشيق القيرواني في قوله: ***** *قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لأمهم: بولي على النار فهل الكرم ان يغسل الضيف يديه بالعود والسمن؟ وهل من الكرم ان يغسل الضيف يديه بالدماء والنجاسة؟ (منتهى السخف والقذارة) ومدعاة للاستهجان، وهل من الكرم ان يهدي المضيف الضيف اثنان من أبنائه؟ هل نحن في عصر الجاهلية الأولى وعاد عصر العبيد والاستعباد؟ ولماذا لم يهدي بناته كجاريات؟ *فهل هذا كرم ام قلة عقل وسذاجة؟ واعتقد انه إهانة للضيف قبل ان يكون كرما وإكراما. ولو حكمنا عقولنا ماذا يستفيد الضيف من تغيير اسم ابني على أسمه؟ وماذا سيعود عليه؟ ولكن كما يقال: (العقل سيد أهله). كم اتمنى على الصحاب القرار الأمر بالقبض عليهم وايداعهم غياهب السجون ليتعظ غيرهم وقبل ان تستفحل الظاهرة ويقلدهم الأغبياء، ولا يكتفوا بسجنهم بل والتحقيق معهم ومعرفة مصدر اموالهم ، لآني اشك انها اموال اكتسبت بالحلال او بطريقة مشروعة. ومن حق المواطن على الدولة حماية المجتمع من هؤلاء المعتوهين. ومن هذا المنبر ابعث برسالة لكل جاهل ومقلد للأغبياء ولكل من تراوده فكرة التقليد وابتكار طريقة جديدة يعتقد انها ستوصله الى الشهرة في المجتمع فليعلم علم اليقين ان المجتمع سيمقته ويضحك على سذاجته ولن ينال احترام المجتمع بل كل ما سيحصل عليه انه شهر بنقسه وبمن شاركوه فعلته وانه سيكون شخصية مدعاة للسخرية، وهذا اقل ما سيحصل عليه، وعليه تحكيم العقل قبل الشروع بأي فعل مشين يسئ له ولأسرته ولقبيلته وابناء شعبه ووطنه. فهل من مدكر؟؟ اديب وكاتب سعودي – مكة المكرمة صاحب ومدير متحف الدكتور محمد الحربي بالعلا