بين الأرواح الراحلة وتلك التي تُبعث : رسالتى إلى أحفادي
إلى أحفادي وحفيداتي، بوركتم بالألفة والمودة، ونُسجت قلوبكم من خيوط الرحمة التي تربط جيلًا بآخر، وتُعيد رسم الزمن بألوانٍ إنسانيةٍ نابضة.
ما بين تحول الأحوال وتبدل الأعمار، ترحل أرواح وتُبعث أخرى، وكأن الله يمنح لكل بيت امتدادًا روحيًا لا ينقطع، فيجعل الأبناء أحفادًا، والحفيدات نُسخًا نقيةً من المحبة التي لم تفقد بوصلة القلب. أنتم امتداد لرحلة بدأت قبلكم، وتحملون في ملامحكم إرث من رحلوا، وحكاياتهم التي غادرت الأجساد وبقيت فيكم أثرًا وسيرةً ووصية.
إنني أفخر بكم، لا لأنكم فقط جزءٌ مني، بل لأنكم تجسيدٌ لصوتٍ يتجدد، ولمودةٍ لا تعرف الانطفاء.
وأتمنى أن يحمل كل منكم شعلة المودة في محيطه، ويكون سندًا وسلامًا لذويه وأهله، كما كنتم لي دفئًا في لحظة تأمل وامتنان.
فلن تكونوا فقط امتدادًا عائليًا، بل امتدادًا لقيمٍ تستحق البقاء؛ للحكمة، للرحمة، للتراحم، ولحكاية لن تنطفئ بغياب أحد، بل تنمو بشغف الذين بقوا.