الزعامة الزائفة.. حين يتحوّل النقاش إلى ساحة استعراض ومصادرة
في مشهد متكرر على منابر التواصل، وعلى طاولات النقاش المفتوحة، تظهر نماذج من أفراد نصّبوا أنفسهم "معلمين فوق الآخرين"، بسلطة ذاتية لا تستند إلى علم راسخ أو تجربة ناضجة حقيقة كما يدعون.
يتحدثون بإقصائية، ينشرون الهيمنة تحت غطاء النصيحة، ويشترطون الانقياد لأفكارهم كشرط للقبول، وإلا فأنت "ضدهم".
هؤلاء، في غالب الأحيان، لا يسعون إلى الحوار، بل إلى تصدره، حتى وإن كان محتوى حديثهم هشًّا أو قائمًا على ادعاء.
ما يروجونه لأنفسهم ليس علمًا، بل شعور مرضي بالاستعلاء يقتات على تهميشٍ سابق أو خللٍ في إدراك الذات، أفرز سلوكًا أقرب للاضطراب النفسي المعروف بالـ"السيكوباتية المتعنتة".
حيث يغيب التعاطف، ويحضر التسلط، ويُدمن الفرد على إقصاء الآخرين لإشباع نرجسيته المريضة
وهنا يجب أن نحد من هذه النوعية بالوعي أولًا، فالعلم لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالحوار، والتواضع المعرفي هو علامة النضج.
والحد من تأثيرهم، عبر تعزيز ثقافة النقد البناء، وحماية مساحات النقاش من هذه النوعية المريضة والوقوف دون التحول إلى منصات استعراض وتهديد .
كما ويجب إعادة الاعتبار لمفهوم القيادة الفكرية الحقيقية، التي تتجسد في الاستماع لا التسلط؛ في التعاطف، ولا للتنمر.
وهنا يجب علينا الابتعاد عن المجاملة وإيقاف تلك النماذج البشرية الموبوءة بكل قوة فرؤوسنا لم تعد تحتمل الوجع والصداع المزمن.
فإن تصحيح هذا المسار لا يُطلب بالهجوم المضاد، بل بتأسيس بيئة معرفية يحكمها الاحترام، ويفرزها الصدق، وتحتضن الجميع دون وصاية أو إقصاء.
هنا اقف لأنهي رائي في تلك النماذج المزعجة