فن الحياة
أ. مضاوي دهام القويضي
هل ندرك أن الحياة فن له أسرار يجب تعلمها والعمل بها؟. التعامل مع الحياة والناس من أرقى الفنون.. أن تتعامل مع ذاتك ومع الآخرين وأن تصلح ما بينك وبين الله وتحسن الظن به وأن تثق بنفسك وتقدر ذاتك والآخرين أمر لا يجيده الكثيرون. إن فن التعامل مع الحياة وبرتوكولها العام وأصول اللباقة أمر يجب أن نكون قد تعلمناه قبل أن نتعلم كلماتنا الأولى.. من لا يعرف فن الحياة إنسان بائس مسكين أرثي لحاله الشقية التي لن تتذوق للسعادة طعماً ولن تلون روحها بلون الفرح والهناء.. بسمته ستكون مصطنعة وحياته كلها مزيفة، سيعيش على أنه مهمل لا يرتجى منه.*
إن كنت مسلماً تأمل الدنيا من حولك، ستجد الجمال هنا وهناك وفي كل مكان على البسيطة. هذا ما يدعونا أن نسبح الخالق ونقدسه في كل حين؛ ولكن البشر في بعض تصرفاتهم يشوهون الجمال الذي أودعه الله الأرض.
من المعلوم لدى الجميع أن (الدين المعاملة)، ولكن هل طبقنا هذا المبدأ على أرض الواقع؟ هل كلنا بارٌ بوالديه؟ إذاً لماذا نرى الجحود والعقوق ونكران الجميل؟! لِمَ نجد فقراً وحاجة وإعاقة؟! لو فعّلنا مفهوم التكافل لما كان الأمر كذلك.. ديننا زاخر بالمعاني الإنسانية السامية، لكن مصيرها النسيان والتجاهل. لو تأمل كل منا قول ربنا تعالى: (فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) لما كان هناك عقوق..
* ولو نظر بتمعن إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) و(أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) لما كان هناك يتم ولا بؤس*وهضم لحقوق البشر.. كن طلق الوجه بشوشاً هيناً ليناً جميلاً كي ترى الوجود جميلاً.. يجب أن نطبق القرآن الكريم كما أنزل ونترجم السنة المطهرة واقعاً*ملموساً في حياتنا.
إن كنت تصلي وتصوم لأنه واجب مفروض ولا تستشعر فيه لذة فعليك أن تراجع نفسك.. وإن كنتِ ترتدين الحجاب ولا تشعرين أنك ملكة راجعي نفسك ولا تنسي أنه وسيلة لصون الكرامة.. كم نحن محظوظون لأننا مسلمون.. نعيش الحياة بفن ونستمتع بالمباح.. فن الحياة ببساطة هو أن تعيش لذة الإيمان في كل لحظة من لحظات حياتك وتدخل الحبور والسرور على كل من هم حولك وتحترم الآخرين وتحسن التعامل الإنساني معهم أياً كانوا.. هذه هي الوصفة السحرية لأكسير السعادة الموصلة للأرب.. وهذه رسالة المحبة التي نبثها -نحن المسلمون- لشعوب الأرض قاطبة بلا استثناء.. هذا الدين العظيم هذب أرواحنا وسما بنفوسنا للعلياء إلى عنان السماء، ونبينا الكريم ذو الخلق العظيم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فهل وعينا الدرس وفقهنا فن الحياة؟