المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 12 يوليو 2025
يوسف بن ناجي- سفير غرب
يوسف بن ناجي- سفير غرب

غسل الكعبة المشرفة: بين الأصالة والتطوير في العهد السعودي

غسل الكعبة المشرفة من الشعائر العظيمة التي تُمارس منذ عهد النبي ﷺ، وتُعد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وأطهر بقاع الأرض، ولها مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. ومن مظاهر تكريمها والاعتناء بها، غَسلها وتنظيفها دورياً، وهي سُنة نبوية شريفة حرص الخلفاء والسلاطين والملوك على إحيائها عبر العصور، وقد تطور هذا الغَسل في الوسائل والمراسم، خصوصًا في العهد السعودي، حيث شهد اهتمامًا بالغًا وتنظيمًا دقيقًا.

غسل الكعبة قديماً كان يتم بماء زمزم الممزوج بالزعفران أو بماء الورد، ويشارك فيه الخلفاء أو من ينوب عنهم من الولاة، وكان يتم الغسل يدوياً في مواسم غير منتظمة بحسب الأحوال أو عند الحاجة لتنظيفها بعد الأمطار أو الأتربة، وغالباً قبل موسم الحج أو في مواسم دينية معينة. وكان يدخل الكعبة عدد محدود من الحضور، ويُستخدم في التنظيف أدوات بسيطة كالقطع القماشية والمكانس اليدوية.

أما في العهد السعودي، فقد بلغ الاهتمام بغسل الكعبة أعلى درجات العناية والتنظيم، فاعتمدت المملكة العربية السعودية تقويمًا سنويًا منتظمًا لغسل الكعبة مرتين سنويًا: الأولى في شهر محرم بعد موسم الحج، والثانية في منتصف شعبان استعدادًا لشهر رمضان. وتتم هذه المراسم بحضور خادم الحرمين الشريفين أو من يمثله، وكبار المسؤولين والسلك الدبلوماسي والعلماء وسدنة بيت الله الحرام.

كما أدخلت القيادة الرشيدة تقنيات حديثة لضمان نظافة الكعبة دون المساس بقدسيتها، مثل تجهيزات متكاملة تسهم في إنارة الكعبة وتبريدها من الداخل، إلى جانب تهيئة عمليات الغسل عبر أدوات خاصة وأنظمة مائية متطورة وخزانات مخصصة لأداء هذه الشعائر في أبهى صورة. مع أنظمة صرف محكمة وتنظيم عمليات التجفيف بمناشف فاخرة خاصة. كما يُخصص فريق متخصص للإشراف على العملية، مما يجعلها أكثر كفاءة مع الحفاظ على الروحانية والأجواء الإيمانية.

فضل غسل الكعبة عظيم، فهو تعظيم لشعائر الله وتجديد للعهد مع أطهر مكان على وجه الأرض، وفيه اقتداء بسنة النبي ﷺ، كما يعكس مشهد الغسل صورة من صور وحدة الأمة واهتمامها بقبلة المسلمين.

إن استمرار هذا التقليد وإحياؤه على أرفع المستويات يمثل صورة مشرّفة من رعاية المملكة العربية السعودية ودورها التاريخي للحرمين الشريفين وخدمتهما بكل ما يليق بمكانتهما المقدسة وبضيوف الرحمن.
 0  0  4.1K