العلا ولاّدة العظماء *
من يعرف مدينة العلا* (وادي القرى) قد يعرفها كعاصمة التاريخ والآثار بالمملكة العربية السعودية وقد تعرف انها عروس الجبال. او لؤلؤة الشمال. او رياض المحبين. او بلد العذريين شعراء الحب العفيف الطاهر الشريف أو بجمالها وخصوبة ارضها او لطيبة وكرم اهلها وبشاشتهم ودماثة اخلاقهم.
نعم ان كل ذلك هو صحيح وموجود بها ويحق لها ان تفخر وتتباهى به. ولكن هناك جانب يغفله الكثير وقد لا يعلموه. فالعلا هي المدينة العريقة التي ولد فيها الكثير من العظماء. ممن خدموا بلادهم ودولتهم الحبيبة كل في مجال تخصصه بكل وفاء واخلاص وحق لها ان تزهو بين قريناتها من مدن المملكة.
* *فهي المدينة التي طورت الخط العربي وكانت منشأ له وهو الخط لكوفي وانتقل منها عبر دومة الجندل الى الكوفة واخذ الاسم من هناك. ونظرا لقدم التعليم في العلا فقد ساهم بان تكون العلا من المدن الرائدات في المملكة والتي جعلت من ابنائها رواد في شتى المجالات لنهضة البلاد في ظل الحكومة الرشيدة ايدها الله. فقد ساهم ابناءها في نشر التعليم بالمملكة وتصدروا المناصب العالية في الدولة في شتى المجالات.
* * ففي عام 1349 هجرية اسست المدرسة السعودية بالعلا وقد كانت قبل التأسيس الرسمي تؤدي دورها كمدرسة غير رسمية تقوم على نفقة الاهالي وانتشرت فيها الكتاب ودور العلم في معظم انحائها. ومن ابنائها الذين تولوا مناصب كبيرة في الدولة وكان لهم دور بارز في التنمية اذكر بعض الاسماء واعتذر عن الخطاء والنسيان لأي اسم واذكر ما يخطر على ذاكرتي المخروقة ومنهم:
الفريق محمد ناصيف، الفريق حمد العريفي، الفريق عبدالله خليفة الحبنجي، العقيد سليمان المطلق، اللواء احمد عمر عرفة، اللواء عبدالعزيز مكي، اللواء ابراهيم عاشور، اللواء سليمان علواني، اللواء احمد علي خليص المزروعي، اللواء محمد عبد الدائم، وهناك قائمة طويلة جدا من الرتب العسكرية القيادية التي قد لا تنتهي وتحتاج لمجلدات* وفي مجال التعليم* هناك الكثير من مربي الأجيال منذ فجر التاريخ وعلى رأِسهم فضيلة الأستاذ محمد عتيق، وسالم محمد الحداد، وغيرهم ممن لا تكفي رقاع الأرض لذكرهم الطيب وتخجل الكلمات عن التعبير عن سرد مفاخرهم وعطائهم المميز.
* * *وقد ولد للعلا من ابنائها مجموعة من الأدباء والشعراء من ابرزهم الشاعر جميل بثينة، وجميع الشعراء العذريين وفي عصرنا الحاضر الشاعر المرحوم سليمان المطلق، والشاعر سالم مطير، والشاعر عبد الرحمن البريكيت، والشاعر عمر علوان، والشاعر سالم الحداد، والشاعر ابراهيم فتوح، وغيرهم ممن لا تحضرني أسمائهم، وهناك من برع بالفن التشكيلي والرسم والخط من امثال الفنان سعيد العلاوي، وخالد الملوقي، وتركي العاقل، عمر علوان، وغيرهم الكثير وعلى صعيد الفن الغنائي اشتهر الفنان كمال حمدي وغيره الكثير. كما اشتهر اهلها بحب العلم وبرعوا بعلم الفلك ودراسة النجوم ومعرفة الفصول واحوال الطقس وكان اهلها هم من يثبت لشبه الجزيرة العربية رؤية هلال رمضان وهلال شهر الأضحى ودخول مربعانية الشتاء وغيرها من فصول السنة .
* * * وكما عرف عن مشايخهم تبحر اهلها بعلم الفرائض والفقه بصفة عامة، كما وعرفت اسرة القضاة بالقضاء وإمامة المساجد واعتلاء المنابر. وقد كان ولا يزال لأبناء العلا دور كبير في المشاركة في تنمية الوطن وتطوره إلا انه الآن وبعد انتشار العلم في بلدنا الحبيب وفي ظل حكومتنا الرشيدة ايدها الله اصبح التعليم ليس حكرا على منطقة دون سواها فالجميع يشارك ويتفاني في خدمة هذا البلد المعطاء. حماه الله من كل معتد اثيم وجمع كلمة اهله على الحق والدين واسأل الله ان يديم علينا النعم ويبعد عنا النقم انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين
كاتب وأديب سعودي – مكة المكرمة