لو
لا شيء يستهلك الإنسان أكثر من محاكمة نفسه... تلك اللحظات التي يقف فيها على حافة حدث مضى، يفتحه من جديد، ويفككه، ويُعيد تركيبه في خياله، فقط ليقول "لو". لكنها مجرد كلمة أو أمنية لعودة ما مضى لا تُعيد ما فُقد، ولا تُصلح ما انكسر، ولا تُغيّر حرفًا مما كُتب.
والمشكلة في ذلك ليست في الخطأ ذاته، بل في الدوران حوله. وليست في ما حدث، بل في إصرارنا أن نحمله على أكتافنا ونحن نواصل الطريق. والحقيقة أن كلنا نرى أن كلمة "لو" في حد ذاتها تبدو بريئة، لكنها تحمل في داخلها نوعًا من التعذيب الصامت، حيث لا قرار يُتخذ، ولا خطوة تُقطع، لكنها تحمل فقط مراوحة بين افتراضات لا تُغيّر الواقع.
فالندم إذا تجاوز لحظة الإدراك، يتحوّل إلى قيد. فهناك فرق بين أن أتعلم، وبين أن أعاقب نفسي على ما كان. وكلما طالت إقامة الإنسان في هذه الساحة، كلما ضعُفَ أمام نفسه، وكلما تأخّر عن حياته. لأن الذي يعلّق بصره بما فاته، لا يرى ما في يده.
وليس منطقياً أيضًا أن نطلب من أنفسنا الكمال، ثم نحاكمها بلغة العارف بعد التجربة. فما فعلته في وقتك، كان ناتجاً عن وعيك، أو عن ظروفك، أو عن نبضك في تلك اللحظة. ولو أُعيدت الأيام، ستُعاد أيضًا بملامحك آنذاك، لا بنضجك الآن. وذلك لأن محاسبة النفس بمعايير ما بعد التجربة، ليست عدلًا، بل جلدٌ هادئ لا يُرى من الخارج، لكنه يترك أثره في الداخل.
فالحياة لا تنتظر أن تصحّح كل شيء، بل تمنحك فرصة أن تبدأ من جديد. وهنا كل شيء يعتمد على اختيارك أما تعود، أو أن تتقدّم... أن تفهم، أو تُعاقب نفسك، وأن تحوّل الخطأ إلى بصيرة، أو إلى وصمة.
وذلك لأن الحياة لا تنتظر من أحد أن يصحّح كل شيء، بل فقط أن يُكمل، وأن يعترف، وأن يتعلّم، وأن يهدأ، ويبدأ من حيث يقف. أما العودة المتكررة إلى الخلف، فلن تُغيّر شيئًا، لكنها قد تُفسد كل شيء قادم. لأنك حين تنشغل بما كان، تفقد فرصة أن تصنع ما سيكون.
فلا أحد ينجو من الخطأ... ولا أحد يمرّ دون لحظات يعضّ فيها أصابعه ندمًا. لكن الفرق الحقيقي ليس في عدد السقطات، بل في طريقة النهوض بعدها. فهناك من يقف ويُكمل، وهناك من يتجمّد أمام باب أغلقه الزمن منذ زمن، ويظل يكرر "لو أنني فقط..."
فالتفكير بما لم يكن لن يغيّر ما كان. والندم إذا لم يُحرّكك، تأكد أنه سيسحبك... لأن ما لا يدفعك إلى التقدّم، سيجرك إلى الوراء.
ولذلك، لا تُضخّم المشهد، ولا تعيد تشغيله ألف مرة. فما حدث، حدث. والآن... انظر إلى الأمام.
والمشكلة في ذلك ليست في الخطأ ذاته، بل في الدوران حوله. وليست في ما حدث، بل في إصرارنا أن نحمله على أكتافنا ونحن نواصل الطريق. والحقيقة أن كلنا نرى أن كلمة "لو" في حد ذاتها تبدو بريئة، لكنها تحمل في داخلها نوعًا من التعذيب الصامت، حيث لا قرار يُتخذ، ولا خطوة تُقطع، لكنها تحمل فقط مراوحة بين افتراضات لا تُغيّر الواقع.
فالندم إذا تجاوز لحظة الإدراك، يتحوّل إلى قيد. فهناك فرق بين أن أتعلم، وبين أن أعاقب نفسي على ما كان. وكلما طالت إقامة الإنسان في هذه الساحة، كلما ضعُفَ أمام نفسه، وكلما تأخّر عن حياته. لأن الذي يعلّق بصره بما فاته، لا يرى ما في يده.
وليس منطقياً أيضًا أن نطلب من أنفسنا الكمال، ثم نحاكمها بلغة العارف بعد التجربة. فما فعلته في وقتك، كان ناتجاً عن وعيك، أو عن ظروفك، أو عن نبضك في تلك اللحظة. ولو أُعيدت الأيام، ستُعاد أيضًا بملامحك آنذاك، لا بنضجك الآن. وذلك لأن محاسبة النفس بمعايير ما بعد التجربة، ليست عدلًا، بل جلدٌ هادئ لا يُرى من الخارج، لكنه يترك أثره في الداخل.
فالحياة لا تنتظر أن تصحّح كل شيء، بل تمنحك فرصة أن تبدأ من جديد. وهنا كل شيء يعتمد على اختيارك أما تعود، أو أن تتقدّم... أن تفهم، أو تُعاقب نفسك، وأن تحوّل الخطأ إلى بصيرة، أو إلى وصمة.
وذلك لأن الحياة لا تنتظر من أحد أن يصحّح كل شيء، بل فقط أن يُكمل، وأن يعترف، وأن يتعلّم، وأن يهدأ، ويبدأ من حيث يقف. أما العودة المتكررة إلى الخلف، فلن تُغيّر شيئًا، لكنها قد تُفسد كل شيء قادم. لأنك حين تنشغل بما كان، تفقد فرصة أن تصنع ما سيكون.
فلا أحد ينجو من الخطأ... ولا أحد يمرّ دون لحظات يعضّ فيها أصابعه ندمًا. لكن الفرق الحقيقي ليس في عدد السقطات، بل في طريقة النهوض بعدها. فهناك من يقف ويُكمل، وهناك من يتجمّد أمام باب أغلقه الزمن منذ زمن، ويظل يكرر "لو أنني فقط..."
فالتفكير بما لم يكن لن يغيّر ما كان. والندم إذا لم يُحرّكك، تأكد أنه سيسحبك... لأن ما لا يدفعك إلى التقدّم، سيجرك إلى الوراء.
ولذلك، لا تُضخّم المشهد، ولا تعيد تشغيله ألف مرة. فما حدث، حدث. والآن... انظر إلى الأمام.