المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
د.محمد سعيد الثبيتي
د.محمد سعيد الثبيتي

" لو لم أكن سعوديًا، لوددت أن أكون سعوديًا!! "

اسمح لي -مصطفى كامل صاحب المقولة المشهورة: " لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً " -باستعارة مقولتك، ولكن بشيء من التحوير الذي تفرضه الحقيقة التي غابت أو كادت أن تغيب في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها عالمنا العربي.
فأنا أعتقد جازما ولا أبالغ أنّ غير السعوديّ -في هذه الظروف العصيبة - يودّ ويتمنى أن يكون سعوديًا ؛ ذلك أن هذا البلد بما حباه الله من نعم ، وأمن ، واستقرار : ويتخطف الناس من حوله،
وبما هيّأ الله له من قيادة حكيمة حازمة ، وشعب واعٍ لكل ما يمكر به أعداء هذا الوطن ، وبكل ما يبطنه له حاقدوه، يجعل جلّ من حولنا يتمنون أن يكونوا مثلنا بل ويتمنون أن يكون منا ...
إنه وطن يستحق أن يَكْبر في عيون الأخرين ، ويستحق أن يكون ولاؤهم له ، ويستحق كلّ فرد من أفراده أن يكون جزءا من لحمته ونسيجه ؛ ذلك أنه الوطن الذي منه شعّ ضوء الهداية فأنار العالمين ، وفيه أعظم بقعة على وجه المعمورة (البيت الحرام )، وفيه أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين (طيبة الطيبة)...
وطن يُحَكّم شرع الله فلا تأخذه في الله لومة لائم .. وطن عقيدته التوحيد الذي يقوم على هدي كتاب الله وسنة محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
وطن تهوي إليه أفئدة المسلمين من مشارق الأرض و مغاربها ومن جنوبها و شمالها ..
وطن ينبذ التعصب والتمذهب، فالكل فيه سواء..
وطن ليس فيه ميليشيات تزعزع أمنه وترهب مواطنيه ..
إذا ليست الغرابة أن يودّ الغريب عن هذا الوطن أن ينتسب إليه ، وأن يكون واحدا من أبنائه ، ولكن الغرابة أن يكون ودّ بعض أبنائه لغيره بل المخزي أن يفت بعض أبنائه في عضده؛ لإثارة الفتن، وزعزعة الأمن ، وشغله عما هو أهم في وقتٍ وطنه بأمس الحاجة إلى أن يكون له سدًا منيعًا ضدّ كل متربص بأمنه واستقراه ...
إنه العقوق بكل ما تعنيه كلمة العقوق والخيانة بكل ما تعنيه كلمة الخيانة ، فقد نسي أو تناسى أولئك حقيقة معنى حب الأوطان من الإيمان ، وأنّ هذا الوطن تفرد بصفات هذا الحب الإيماني المتوّج بالأمن والأمان الذي فقده الآخرون من حولنا ، والذي جعل من الحقيقة لا المبالغة أن ثمة من يقول :

" لو لم أكن سعوديًا،لوددت أن أكون سعوديًا!".
 0  0  15.6K