المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 يونيو 2025
دكتوره هاله ذياب المطيري - سفيرة غرب
دكتوره هاله ذياب المطيري - سفيرة غرب

عن دكتوره هاله ذياب المطيري - سفيرة غرب

نائبة المشرف على الجمعية التاريخية السعودية فرع منطقة مكة المكرمة

كسوة الكعبة المشرفة: رمز التوحيد وشرف الصناعة


منذ فجر الإسلام، ظلت كسوة الكعبة المشرفة رمزًا خالدًا للتبجيل والتوحيد، تتجاوز كونها ثوبًا يغطي أقدس بيت على وجه الأرض، لتصبح شعيرة روحية وثقافية راسخة في وجدان المسلمين. وقد تعاقبت على صناعتها أجيال من الخلفاء والحكام، بدءًا من قريش قبل الإسلام، مرورًا بالعصور الإسلامية المختلفة، وصولًا إلى العهد السعودي الزاهر.

تصنع الكسوة من حرير طبيعي مصبوغ بالأسود، وتُطرّز بخيوط الذهب والفضة، وتحمل آيات قرآنية كتبت بخط الثلث البديع. يبلغ ارتفاعها 14 مترًا، وتتألف من 47 قطعة تُنسَج وتُربط بإتقان مذهل يعكس عظمة المهمة وروحانيتها.

ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – تولت المملكة صناعة الكسوة في مصنعها المخصص بمكة المكرمة، الذي يعد الوحيد في العالم المعني بهذه المهمة الجليلة. ويضم هذا الصرح نخبة من الحرفيين والخطاطين الذين يعملون وفق أعلى معايير الجودة. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – أعيدت تسميته إلى "مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة"، تحت إشراف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

ويعد يوم تبديل الكسوة مناسبة مهيبة تجسد اهتمام القيادة السعودية بالحرمين الشريفين، وتأكيدًا على وحدة المسلمين الذين يتجهون إلى الكعبة بقلوب مفعمة بالإيمان من مختلف بقاع الأرض. فكسوة الكعبة ليست مجرد ثوب، بل رمز للتساوي والقداسة، وشاهد على رعاية المملكة لحضارة إسلامية عظيمة، تتجدد بهيبتها كل عام.



* الامين العام للجمعية التاريخية السعودية
مستشار في الفريق الاعلامي السعودي
 0  0  2.1K