المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 يونيو 2025
عاشة محمد قوني - مكة
عاشة محمد قوني - مكة

عام 1447 هـ… بداية تحوّل لا يُحتمل تأجيله

حين نُقبل على عام هجري جديد، فإننا لا نتقدّم فحسب في مسار الزمن، بل نقف أمام فرصة وُلدت من رحم التاريخ، وتنتظر أن نعيشها بوعي أكبر.
إنه عامُ جديد… نعم،، لكن لا جديد فيه إن لم نكن نحن الجدد.

لم تكن الهجرة النبوية مجرد انتقال من مكانٍ إلى آخر، بل إعلان ولادة مشروع تحوّلي شامل: من العزلة إلى الفعل، من الضعف إلى التمكين، من الأمل الصامت إلى التغيير الملموس.

وفي كل عام هجري جديد، تعود إلينا هذه اللحظة، لا لتكرار الحكاية… بل لكتابة نسختنا منها.

هل سنهاجر من أنفسنا المترددة؟ من صوتنا الداخلي الذي يؤجل، ويتراجع، ويخشى أن يُجرب؟
هل سنخرج من الوطن الآمن داخلنا! حيث نكرر، ونؤجل، ونعتاد، إلى مساحة أوسع نكتشف فيها من نكون؟
الهجرة في زمننا هذا، لم تعد مرتبطة بالمكان، بل بالموقف.

الهجرة التي نحتاجها اليوم لا تأتي عبر شعارات أو وعود، بل تبدأ من الداخل: من رفض الركود، ومن الإصرار على الحركة مهما بدت بطيئة. هي الانتقال من التكرار الممل إلى المعنى الحي، من المثالية المشلولة إلى التجربة الشجاعة، ومن التصالح مع ما هو كائن إلى مجازفة البحث عمّا يمكن أن يكون.

عام 1447 هـ لا يطلب منّا أن نُعد قائمة أهداف طويلة، بقدر ما يدعونا إلى لحظة وعي صادقة:
ماذا أحتاج أن أترك خلفي؟
ما النسخة التي آن أوان مغادرتها؟
وما الخطوة، ولو كانت صغيرة، التي تؤكد أنني على طريق التغيير الحقيقي؟

تبدأ السنة حين تُحدّد وجهتك، وتقول لنفسك: لن أكون ما كنت عليه.

إنّ التغيير لا يأتي دفعة واحدة، بل يبدأ من الداخل:
من نية حقيقية، من كلمة توقظك، من موقف صغير تلتزم به، من لحظة تقول فيها:
“سأعيد تعريف نفسي ولو مرة واحدة هذا العام.”

نعم، قد تخاف.
نعم، قد تتعثّر.
لكنك حين تختار أن تتحرّك، ولو بخطوة، تكون قد بدأت الهجرة التي تستحق أن تُكتب.

في 1447 هـ، لا نحتاج احتفالات بقدر ما نحتاج شجاعة.
ولا نحتاج خططًا كبيرة، بقدر ما نحتاج قرارًا صادقًا بعدم العودة إلى النسخة القديمة من أنفسنا.

عام جديد،، نعم… لكنه لن يكون جديدًا، ما لم نكن نحن الجدد..
 0  0  1.1K