وجه واحد يكفي
ليس كل صريحٍ صعب المراس، ولا كل واضحٍ قاسٍ في طباعه. فكثيرًا ما يُساء فهم الإنسان الذي لا يتحدث بالرمز، ولا يُجيد المجاملة الفارغة، ولا يلبس الكلمات أكثر مما تحتمل. فكثير ما يُظن أن الشخص الواضح صلب أو متعنّت أو قليل المرونة، لكنه في حقيقته شخص أنهكه الدوران، فاختار الطريق المستقيم.
فالزمن يعلّم ما لا تُدرّسه الكتب. والتجربة، حين تُرهقك بمحاولات الفهم والانتظار والتأويل، تدفعك إلى لغة أبسط وأنقى وأكثر صدقًا. فحين تُجرَّب الغموض طويلًا وتُرهقك الظنون، تُدرك أن الوضوح ليس طبعًا حادًا، بل شجاعة راقية... شجاعة في أن تقول ما تقصده، وتفعل ما تعنيه، وتُريح من حولك من عناء التخمين.
فالذين تعلّموا من الحياة لا يضيعون وقتهم في زخرفة المواقف. لأنهم لا يناورون ليُعجبوا، ولا يُسايرون ليُقبلوا، بل يختارون أن يكونوا كما هم، بكلمة واضحة، وموقف صريح، وحدّ معلوم. لأنهم جرّبوا العكس، واكتشفوا أن التجميل الزائد لا يُنقذ، بل يؤخّر الانكشاف.
فالوضوح ليس عنادًا، بل احترام للذات أولًا، ثم للطرف الآخر. لأنه حين أقول لك الحقيقة كما هي، دون تزييف، فأنا أختصر عليك الطريق، وأمنحك مساحة أن تختار، وتفهم، وتبني موقفك دون ضغط أو خداع. أما الغموض، فهو شكل من أشكال المماطلة، وإن بدا أحيانًا ألطف.
فالصريح لا يختبئ خلف ما لا يعنيه. فلا يقول ما لا يشعر به، ولا يوافق وهو رافض، ولا يصمت ليحافظ على صورة مزيفة. فهو لا يجرح، لكنه لا يجمّل ما لا يحتاج تجميلًا. ولا يُهين، لكنه لا يمدح ما لا يستحق. ولا يستطيع أن يدور حول المعنى، بل يُقدّمه كما هو، بثقة وهدوء ووعي.
ومن يفهم الصراحة على أنها قسوة، لم يختبر بعد ألم التلميح. ولم يعرف بعد كم يُتعبنا الذين لا يقولون ما يريدون، وكم تُرهقنا العلاقات التي تبقى معلقة بين "ربما" و"دعنا ننتظر". فالصدق يُريح، حتى حين يكون ثقيلًا. والغموض يُنهك، حتى حين يبدو مريحًا.
فأن تكون واضحًا، لا يعني أنك جامد. بل أنك اخترت طريقًا نظيفًا، لا تُثقل فيه قلبك ولا تُحمّل الآخرين أكثر مما يحتملون. وهو أيضًا أن تختصر الخطوط الملتوية، وتقول هذا أنا... دون تمويه، ودون خوف.
فالزمن يعلّم ما لا تُدرّسه الكتب. والتجربة، حين تُرهقك بمحاولات الفهم والانتظار والتأويل، تدفعك إلى لغة أبسط وأنقى وأكثر صدقًا. فحين تُجرَّب الغموض طويلًا وتُرهقك الظنون، تُدرك أن الوضوح ليس طبعًا حادًا، بل شجاعة راقية... شجاعة في أن تقول ما تقصده، وتفعل ما تعنيه، وتُريح من حولك من عناء التخمين.
فالذين تعلّموا من الحياة لا يضيعون وقتهم في زخرفة المواقف. لأنهم لا يناورون ليُعجبوا، ولا يُسايرون ليُقبلوا، بل يختارون أن يكونوا كما هم، بكلمة واضحة، وموقف صريح، وحدّ معلوم. لأنهم جرّبوا العكس، واكتشفوا أن التجميل الزائد لا يُنقذ، بل يؤخّر الانكشاف.
فالوضوح ليس عنادًا، بل احترام للذات أولًا، ثم للطرف الآخر. لأنه حين أقول لك الحقيقة كما هي، دون تزييف، فأنا أختصر عليك الطريق، وأمنحك مساحة أن تختار، وتفهم، وتبني موقفك دون ضغط أو خداع. أما الغموض، فهو شكل من أشكال المماطلة، وإن بدا أحيانًا ألطف.
فالصريح لا يختبئ خلف ما لا يعنيه. فلا يقول ما لا يشعر به، ولا يوافق وهو رافض، ولا يصمت ليحافظ على صورة مزيفة. فهو لا يجرح، لكنه لا يجمّل ما لا يحتاج تجميلًا. ولا يُهين، لكنه لا يمدح ما لا يستحق. ولا يستطيع أن يدور حول المعنى، بل يُقدّمه كما هو، بثقة وهدوء ووعي.
ومن يفهم الصراحة على أنها قسوة، لم يختبر بعد ألم التلميح. ولم يعرف بعد كم يُتعبنا الذين لا يقولون ما يريدون، وكم تُرهقنا العلاقات التي تبقى معلقة بين "ربما" و"دعنا ننتظر". فالصدق يُريح، حتى حين يكون ثقيلًا. والغموض يُنهك، حتى حين يبدو مريحًا.
فأن تكون واضحًا، لا يعني أنك جامد. بل أنك اخترت طريقًا نظيفًا، لا تُثقل فيه قلبك ولا تُحمّل الآخرين أكثر مما يحتملون. وهو أيضًا أن تختصر الخطوط الملتوية، وتقول هذا أنا... دون تمويه، ودون خوف.