عراك في حلبة الشرق بين سماجة إسرائيل وتعنت إيران
في ركن الحلبة الأيسر دولة تتقن فن الإزعاج السياسي، وتوزيع الابتسامات الملتوية في المؤتمرات الدولية،حيث تُصبح السماجة عقيدة دبلوماسية.
أما في الركن الأيمن لاعب ثقيل الظل عنيد كصخرة في وجه أي "تنازل"،حتى وإن كان مجرد تعديلات طفيفة على نشيد وطني لا أحد يحفظه
إسرائيل تتحدث عن "السلام" كما يتحدث بائع الجرائد عن الخصوصية:بابتسامة تجارية ونظرة تروّج للمحتوى الذي يخالف العنوان؛فكلما طلب العالم منها كبح جماح المستوطنات،ردّت بابتكار مصطلحات جديدة مثل:"توسع طبيعي" و"أحلام الأجيال"، وكأن الجغرافيا صحن حمص يمكن تمديده حسب المزاج.
أما إيران،فهي تفضل الحديث من خلف الستار،عبر خطاب بلاغي أشبه بأوبرا سياسية طويلة: تبدأ بالقضية وتنتهي بالتهديد، مرورًا بجملة شعرية لا أحد يفهمها،وفي كل مرة يُعرض عليها اتفاق،تفتح دفتر الشروط وكأنها تراجع أوراق الطلاق لا اتفاق نووي!
والعالم؟ يجلس في المنتصف كحكم مرتبك،يوزع البطاقات الصفراء لكليهما لكنه ينسى أن يسحب البطاقة الحمراء خوفًا من "تبعات استثنائية"،أو لأن حفلة الكوكتيل ستبدأ بعد قليل في بهو الأمم المتحدة
في هذا المشهد المسرحي يصبح العناد بطولة والمراوغة شطارة والتصريحات الباهتة أحداثًا عاجلة.
وبين هذا وذاك، يتفرج الشعب على حلبة السياسيين،ويدفع ثمن التذاكر من مستقبله.