المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 20 يونيو 2025
محمد بن العبد مسن -سلطنة عُمان
محمد بن العبد مسن -سلطنة عُمان

من لم يتعلم من الأمس… أعاد خطأه اليوم


ليست العصور الماضية مجرد تواريخ في كتبٍ صفراء، ولا أحداثًا انقضت وانتهت.
إنها مرايا كاشفة، تُريك من أنت، ومن أين أتيت، وماذا يحدث حين تُغلق عقلك عن صوت الحكمة، وتُعيد السير في طرق انتهت بغيرك إلى الندم والانكسار.

التاريخ لا يكرر نفسه عبثًا، بل يعيد دروسه لمن لم يفهمها.
وما كان في الأمس سقطات، يُعاد اليوم بأيدٍ مختلفة ولكن بعقول لم تتغير.

في العصور الماضية، كانت الممالك تُبنى بسيف، وتنهار بغرور.
كانت الأمم تعلو بالإخلاص وتسقط حين يتسلل الجهل من أبواب القصور.
لم تكن تلك العصور مثالية، لكنّ فيها من البصائر ما لا تملكه أيامنا المزدحمة بالضجيج وقلة الإدراك.

قال ابن خلدون:
“التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق.”
فمن قرأه بعين ناقدة، فهم الحاضر، وتوقع القادم.
ومن تجاهله، تاه وسط الركام وهو يظن أنه يمضي للأمام.

الهيبة الحقيقية لا تكون في التغني بالماضي، بل في التعلم منه.
أن ترى كيف نهضت أمة، وكيف سقطت أخرى… فتتجنب المسار نفسه، وتُحصّن نفسك من التكرار.

في العصور الماضية، كان الجهل بداية الفناء، وكان الترف أحيانًا سبب النهاية.
وها نحن نعيش في زمن يُعيد أخطاءهم، لكن بثوبٍ رقمي، وواجهة حديثة، دون أن نستفيق إلى أن المضمون لم يتغير… فقط الشكل.

من لم يتعلم من الأمس، لن يصنع غدًا يليق به.
ومن تجاهل التاريخ، بات ضحيته، لا صانعه.
 0  0  1.5K