ألم مزدوج... بين مشهد #غزة وجرح #اليمن العميق
في اليمن لا يختلف وجع الناس أمام ما يحدث في غزة عما يشعر به أكثر من مليار مسلم بل وكل إنسان لديه ضمير حي.
إنهم يتألمون لصور القتل والدمار والضحايا الأبرياء التي تُبث أمام أعينهم لحظة بلحظة.
هو وجع معنوي ناتج عن مشاهدة مأساة إنسانية يُشعرهم بالعجزكشهود لا يملكون إلا الحزن والدعاء.
لكن هناك وجعًا آخر يسكن تفاصيل حياتهم اليومية، وجع مباشر وحاد لا يمكن نسيانه أو الابتعاد عنه.
إنه وجع الدم، وجع الجماجم المهشّمة، والتشريد والبيوت المهدمة والمنهارة والنسيج الاجتماعي الممزق نتيجة مشروع طائفي خطير يرعاه النظام الإيراني في اليمن والمنطقة.
هذا المشروع لم يأتِ عبر نشرات الأخبار أو الصور البعيدة!
بل تجلّى في الواقع اليومي في البيوت والمدارس والشوارع وفي ملامح الأطفال الذين حملوا ثقل هذا الخراب منذ سنوات.
لذلك فإن ما يشعر به كثير من اليمنيين والسوريين وغيرهم من أبناء الشعوب المنكوبة تجاه ما يواجهه هذا النظام المجوسي من أزمات داخلية لا يمكن وصفه بالشماتة.
بل هو تنفّس مختنق من بين الركام والدماء.
لأن سقوط هذا المشروع بالنسبة إليهم لا يعني فقط انتهاء سطوة نظام بل يمثل بداية نهاية وجع طال أمده وحلم باستعادة الحياة والكرامة التي سُلبت.