الخوف من الغدر: أزمة الثقة في عالم متلون
الثقة، تلك الركيزة الأساسية التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، أصبحت اليوم محل اختبار مستمر.
فمع تكرار الخيبات و ولحظات الغدرالتى عاصرناها ولمسناها قد يجد الإنسان نفسه مترددا حذرا، وربما منغلقًا عن الآخرين.
فهل المشكلة في المجتمع؟ أم أنها مجرد التجارب الشخصية تجعلنا نرى العالم بعدسات الشك؟
في الحقيقة أن الغدر ليس مجرد تصرف سلبي إنه هزة نفسية تؤثر على إدراكنا للمحيطين حولنا.
خصوصا عندما يُخذل الإنسان من شخص كان يظنه صادقًا وتتزعزع ثقته ليس في ذلك الفرد وحده بل في المنظومة البشرية بأكملها.
وهنا فقد تتراكم الخيبات، وتتولد أسئلة لا إجابات واضحة لها؟!!
فهل أصبح البشر بلا مصداقية؟!
وهل أصبح الغدر هو القاعدة؟!
من السهل في هذا الزمن أن يدفعنا الألم إلى تعميم التجربة فنبدأ برؤية الجميع بعدسة الحذر وعدم الثقة.
لكن الحقيقة أعود وأعترف بأن العالم لا يخلو من المُخلصين كما لا يخلو من المخادعين أيضاً.
وهنا فالمشكلة ليست في البشر ككيان عام بل قد يكون في اختيار من نمنحهم ثقتنا وهم في ألأصل ما أول تجربة قد تتضح ما في نفوسهم
مع إتخاذ تدابير أسلوب التوازن بين الحذر والقدرة على الاستمرار في الحياة بروح منفتحة.
في الحقيقة أنفي من وجهت نظري ذلك التعميم ووقد يكون هناك في العالم لم يفقد المصداقية لكنه أصبح أكثر تعقيدًا.
ففي زمن السرعة والمصالح المتشابكة والتغيرات الاجتماعية قد تبدو الثقة عملة نادرة جداً! لكنها لا تزال موجودة لدى كثيرين ممن يؤمنون بقيمة العلاقات النقية والصادقة.
ولكن في الواقع المرير فإن الخوف من الغدر شعور طبيعي لكنه لا يجب أن يتحول إلى قيد يحبسنا عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي حذر!!
أخيرا وليس أخراً فالحياة ليست فقط فيمن يخدعنا بل هي أيضًا فيمن يكون سندًا لنا ويثبت أن الثقة تستحق أن تُعطى من جديد والله المُستعان.