الغباء الإعلامي.. بين النقل الأعمى ومسؤولية الصحافة الحقيقية
في زمن يتطلب فيه الإعلام القدرة على التحليل وصناعة الخبر يُصرّ البعض للأسف على الاكتفاء بنقل ما يُملى عليه دون تمحيص أو إضافة أي قيمة حقيقية.
فمن يدّعي أنه صحفي وهو لا يفعل سوى إعادة نشر الأخبار منسوخة كما وردت وتسقط عليه عبر نوافذ الواتس والسوشل ميديا لا يستحق حتى لقب "مراسل"، لأنه ببساطة مجرد ناقل بلا شخصية صحفية أو تأثير يُذكر.
الإعلام الحقيقي ليس مجرد نافذة لنقل ما يُقال، بل هو أداة للتوعية للفهم سلاح نذود به عن الوطن ولإيصال الحقيقة بشكل يخدمه ويخدم المجتمع.
الصحفي الذي لا يتحمل مسؤولية مهنته ويجهل مخرجات البحث والتحري والتمييز في الحبكة الدرامية المهنية ولا يضع أمامه هدفًا أسمى من مجرد نقل الأخبار فهو حلقة ضعيفة في سلسلة يفترض أن تكون أساسًا في بناء الوعي العام.
إن من يرفع راية الإعلام دون إدراك قيمته أو دوره في توجيه الرأي العام، لا يملك الحق في أن يتصدى للأحداث أو يدعي أنه يُمثل صوت المجتمع.
الصحافة ليست مجرد كلمات تُنقل!! إنها موقف، بحث وتقصى عن الحقيقة، مساءلة وإنتاج فكري يسهم في تشكيل الوعي العام.
فمن يتكئ على الأخبار الوافدة والجاهزة ويتجنب الخوض في عمق القضايا أو تحليلها وصناعتها من الواقع، لا يستحق أن يُسمى إعلاميًا بل هو مجرد صدى بلا هوية! يكرر ما يقال دون بصمة تُذكر.
إذا كان الإعلام لا يخدم الوطن بإبراز كل ما يُقدمة والسعي بالتفنن والصناعة الخبرية المتقنة ولا يحمل رسالة واضحة، فما جدواه؟ !!
وهل يستحق من يمارس هذه السطحية أن يرتدي عباءة الصحافة؟!