حينما يسرقنا الزمن!!
في لحظةٍ ما ندرك أننا لم نعد كما كنا.
وفي الحقيقة التوهج الذي كان يملؤنا والحماس الذي كان يقود خطواتنا والبهرجة التي كانت تحيط بنا كلها تلاشت شيئًا فشيئًا حتى أصبحنا نشعر وكأننا مجرد قطع أثاث قديم فقدت بريقها ولكنها لا تزال قائمة في حنايا ذلك الزمن.
في الواقع ليس من السهل أن نواجه هذا الإدراك أو ننظر في المرآة فلا نجد ذلك الوجه المليء بالحياة كما كان!
ذلك الشباب الذي كُنا نعتبره جزءًا أعتقدته سيلازمنا؟!
قد تسرّب دون أن نشعر ومعه أخذ ذكرياتٍ وأشخاصًا كانوا يشكلون لوحات حياتنا الجميلة.
أصبح الماضي أكثر دفئًا، وأكثر اكتمالًا مما كان، ليس لأنه كان مثاليًا، ولكن لأنه كان حقيقيًا، ملموسًا، وكانت قلوبنا تنبض فيه بصخبها المعتاد.
إن فقدان الأحبة يجعل هذه الرحلة أكثر قسوة وأصبحت تلك الأماكن التي كانت تضج بوجودهم فارغة واللحظات التي كانوا يملؤونها قد تحولت إلى ذكريات معلّقة بين الحنين والوجع.
يقال إن الحياة تستمر رغم كل شيء، لكنها تستمر بنكهة مختلفة تماما ًبأطياف الحنين التي تظل تذكرنا أن هناك أيامًا لن تعود وأشخاصًا كانوا جزءًا منّا، أصبحوا الآن في صفحات الذكريات.
ورغم ذلك ربما يكون الاحتواء الذي نبحث عنه لا يكمن فقط في استعادة الماضي بل في إعادة اكتشاف أنفسنا في الحاضر وانا أقول وأكرر ربما؟
فقد نبحث عن ضوءٍ جديد وإن كان مختلفًا عن البدايات وربما قد نمنح أرواحنا فرصة للاشتعال مجددًا ليس بنفس الطريقة القديمة.!!
ولكن بطريقة تتناسب مع النُضج الذي وصلنا إليه..
في الواقع وفي نهاية مطافي الحياة لا تعود إلى الوراء لكنها تمنحنا دومًا فرصة لصياغة فصول جديدة ولو كانت من خلال روتينا أكثر هدوءًا فلعل وعســى .؟!