المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 4 يونيو 2025
ابراهيم عطالله - نائب مجلس الادارة - المشرف العام
ابراهيم عطالله - نائب مجلس الادارة - المشرف العام

أزمة فوق السحاب: سلوكيات تشوّه صورة الضيافة الجوية

ما حدث لم يكن مجرد تصرّف فردي عابر، بل مشهد صادم يعكس خللاً عميقاً في ثقافة التعامل داخل بعض شركات الطيران. رأيت المقطع المنتشر الذي تحوّل لقضية رأي عام في منصة “إكس”، وهو يُظهر معاناة أحد الركاب من سلوك مشين من مضيف يدعى “أحمد” على متن رحلة لطيران “فلاي أديل”. القصة كما رواها أحد الناشطين - المعروف بـ”نايفكو” - جاءت مليئة بالأسى، وكأنها صرخة نيابةً عن آلاف الركاب الذين ربما مرّوا بتجارب مشابهة لكنهم صمتوا.

المؤلم أكثر أن هذا الشخص الذي من المفترض أن يكون مصدر راحة وطمأنينة، تصرف بشكل لا يليق لا بمهنته ولا بإنسانيته. من المؤسف أن يتحوّل المضيف من رمز للضيافة إلى مصدر توتر وتهديد نفسي. في عالم الطيران، صورة المضيف ليست فقط عن الزي والابتسامة، بل عن التعامل الراقي واحترام الراكب كإنسان.

وللتذكير، فإن من السلوكيات التي تُعدّ مرفوضة تماماً من أفراد طاقم الطائرة: استخدام نبرة صوت عدوانية أو متعالية، تجاهل نداءات الركاب، السخرية أو التقليل من شأنهم، التعامل بعصبية، أو فرض السلطة بأسلوب مهين. مثل هذه التصرفات تخالف لوائح الطيران المدني التي تشدد على أن الطاقم يجب أن يتحلى بالمهنية، ويؤدي واجباته بروح الخدمة لا الاستعلاء.

ما حصل يفتح باباً واسعاً للتساؤل: هل هناك رقابة فعليّة على تصرفات المضيفين؟ هل يتم تقييم لياقتهم النفسية والتأكد من جاهزيتهم قبل وضعهم في الصفوف الأمامية مع الركاب؟ لا يُعقل أن نُسلّم أنفسنا لطاقم لا يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.

وربما آن الأوان لإعادة النظر في الطريقة التي يُنتقى بها طاقم الضيافة، وفي الأسس التي تُبنى عليها برامج تدريبهم، حتى تبقى الرحلة تجربة راقية كما يفترض أن تكون. فالأمان النفسي للمسافر لا يقل أهمية عن حزام الأمان.
 0  0  3.1K