يا بُني هل نسيت من كان أول سندك؟
في زحمة الحياة قد يُغفل الأبناء عن أول قلب أحبهم بصدق وأول يد امتدت لهم بالعطاء دون منٍّ أو شرط
إنه قلب الأب الذي وإن قسى أحيانًا فقسوته كانت درعًا وإن صمت فصمته كان حكمة وإن غضب فغضبه خوف لا كره
يعاتب بعض الآباء أبناءهم اليوم لا لأنهم عقّوهم بل لأنهم انشغلوا عنهم
باتت المكالمات تقل والزيارات تتباعد وكأنما الأب تحول إلى محطة قديمة نمرّ بها فقط حين ينفد بنا الطريق
أيها الأبناء اعلموا أن قلوب آبائكم لا تهرم بل تشتاق
هم لا ينتظرون هدية بل صوتًا دافئًا وسؤالًا بسيطًا كيف حالك يا أبي؟
هذا السؤال كفيل بأن يعيد للروح حيويتها وللعين بريقها
إننا نكتب هذا العتاب لا لنزرع اللوم بل لنوقظ الحب الذي نام في قلوب البعض
ونُذكر بأن برّ الوالدين لا يعني فقط طاعة بل استمرار وصلة حتى بعد الاستقلال والانشغال
يا بُني تذكّر دائمًا أن من كان يحملك صغيرًا ما زال يحمل همّك كبيرًا
وأن من كان يفكر بمستقبلك قبل أن تتعلم النطق لا يزال يفرح لابتسامتك كأنها العيد
واخر كلامي اقول
عتاب الأب لا يُشبه عتاب أحد فهو لا يجرح بل يُنبه
فليكن هذا العتاب جرسًا يعيد التوازن ويحيي ما مات من الوصل