التجاهل فن العقاب
التجاهل ليس مجرد رد فعل عابر، بل هو العقاب الأكثر قسوة، وتدميرًا لمن يستحقه. فلا حاجة للصراخ، ولا ضرورة للإهانة، ولا جدوى من الغضب أو الكره، فكل ذلك يمنح الآخر أهمية لا يستحقها، لأنه الآن لم يعد شيئًا يُذكر، ولم يعد يستحق حرفًا واحدًا، ولا حتى لحظة من التردد. فهو الآن مجرد فراغ لا وجود له.
ففكرة أن تمر بقربه ولا تراه، وأن تجلس حيث يجلس ولا تشعر بوجوده، وشعوره بأن صوته مجرد ضوضاء لا معنى لها، كل ذلك ينسف كل ما يملكه من قيمة. فالتجاهل لا يمنحه الفرصة ليبرر، أو يمثل في لعب دور الضحية ليحاول مجددًا الاقتراب أو الاعتذار، بل يجرده من كل صلاحياته السابقة، ومن كل الطرق التي كان يسلكها إليك أو احتمالات العودة، ويجعله كأنه لم يكن يومًا جزءًا من حياتك.
وعلى الرغم من قسوة هذا العقاب، لكنه في النهاية ليس انتقامًا، بل هو قرار حاسم ونهائي، غير قابل للتفاوض. ولذلك، فلا تسأل نفسك إن كان يستحق هذه القسوة أم لا، فالأمر لا يتعلق بالقسوة إطلاقًا، بل هو استعادة لكرامتك، واستعادة لقيمتك التي لم يراها في وقتها. وبما أن الإهانة سهلة، والانتقام أسهل، فإن اتخاذ قرار بأن هذا الشخص لم يعد يعني لك شيئًا هو ما ينسف كبرياءه بالكامل. وحينها فقط، سيدرك متأخرًا أن الخطأ لم يكن فيك، بل فيه.
فالكثير يعتقدون أن الإهانة هي الرد الأكثر فعالية، لكنها في الحقيقة مجرد إثبات على أن الآخر لا يزال قادرًا على التأثير، ولا يزال يمتلك مكان ما في داخلك
فإن غضبك هو الذي يربطه بك، ويفتح له أبواب التبرير أو الجدال، ويمنحه دورًا في المشهد... حتى لو كان دورًا سلبياً. لكن ماذا لو لم يكن هناك مشهد من الأساس؟ ماذا لو لم يكن له دور بطولة، ولا حتى ظهور عابر؟ فهُنا فقط ينتهي كل شيء.
ومع كل ذلك، فأنت لا تنتقم، لكنك فقط تمضي ولا تنظر خلفك، ولا تستهلك طاقتك في التفكير بمن لا يستحق، ولا تمنحه حتى شرف الحقد. فهو لم يعد شيئًا يُذكر، ولم يعد يستحق حرفًا واحدًا، ولا حتى لحظة من التردد. فهو الآن مجرد فراغ. وهكذا، ينتهي الأمر.
ففكرة أن تمر بقربه ولا تراه، وأن تجلس حيث يجلس ولا تشعر بوجوده، وشعوره بأن صوته مجرد ضوضاء لا معنى لها، كل ذلك ينسف كل ما يملكه من قيمة. فالتجاهل لا يمنحه الفرصة ليبرر، أو يمثل في لعب دور الضحية ليحاول مجددًا الاقتراب أو الاعتذار، بل يجرده من كل صلاحياته السابقة، ومن كل الطرق التي كان يسلكها إليك أو احتمالات العودة، ويجعله كأنه لم يكن يومًا جزءًا من حياتك.
وعلى الرغم من قسوة هذا العقاب، لكنه في النهاية ليس انتقامًا، بل هو قرار حاسم ونهائي، غير قابل للتفاوض. ولذلك، فلا تسأل نفسك إن كان يستحق هذه القسوة أم لا، فالأمر لا يتعلق بالقسوة إطلاقًا، بل هو استعادة لكرامتك، واستعادة لقيمتك التي لم يراها في وقتها. وبما أن الإهانة سهلة، والانتقام أسهل، فإن اتخاذ قرار بأن هذا الشخص لم يعد يعني لك شيئًا هو ما ينسف كبرياءه بالكامل. وحينها فقط، سيدرك متأخرًا أن الخطأ لم يكن فيك، بل فيه.
فالكثير يعتقدون أن الإهانة هي الرد الأكثر فعالية، لكنها في الحقيقة مجرد إثبات على أن الآخر لا يزال قادرًا على التأثير، ولا يزال يمتلك مكان ما في داخلك
فإن غضبك هو الذي يربطه بك، ويفتح له أبواب التبرير أو الجدال، ويمنحه دورًا في المشهد... حتى لو كان دورًا سلبياً. لكن ماذا لو لم يكن هناك مشهد من الأساس؟ ماذا لو لم يكن له دور بطولة، ولا حتى ظهور عابر؟ فهُنا فقط ينتهي كل شيء.
ومع كل ذلك، فأنت لا تنتقم، لكنك فقط تمضي ولا تنظر خلفك، ولا تستهلك طاقتك في التفكير بمن لا يستحق، ولا تمنحه حتى شرف الحقد. فهو لم يعد شيئًا يُذكر، ولم يعد يستحق حرفًا واحدًا، ولا حتى لحظة من التردد. فهو الآن مجرد فراغ. وهكذا، ينتهي الأمر.