أنا لست عالمًا، ولكن لا تُصادر خبراتي وتجربتي
في الحقيقة والواقع نصطدم للأسف هذه الأيام بأشخاص لديهم القُدرة في التعبير والحديث بإسهاب ويجيد الفلسفة التي تفتقر الى التجارب الحياتية والخبرات التي مارسها البعض من ذوي الخبرة والتجارب وقد أضافت لهم مخزونا من الفكر وساهمت في الكثير من الحلول واوجدت لديهم القدرة على حل الكثير من المُشكلات المجتمعية والشخصية.
وهنا فالمعرفة ليست حكرًا على أصحاب الشهادات أو المتخصصين في مجالات محددة بل هي نتاج التجربة والتفاعل مع الحياة.
فقد لا يكون الإنسان عالمًا بالمعنى الأكاديمي، لكنه يحمل في داخله خبرات ثمينة تشكلت عبر السنوات، من النجاحات والإخفاقات، من التأملات والمواقف التي صقلت رؤيته للعالم.
في الحقيقة إن مصادرة الخبرة تعني تجاهل قيمة التجربة الإنسانية، وكأن المعرفة الحقيقية لا تأتي إلا من الكتب والمراجع.
لا وألف لا فالواقع يُثبت أن الحكمة تتولد من الممارسة، وأن كثيرًا من الحلول العميقة تأتي من أولئك الذين خاضوا الحياة بكل تحدياتها العمرية والعلمية والعملية.
وهنا فالاعتراف بالخبرة والتجربة هو جزء من احترام الإنسان، فكل فرد يحمل في داخله قصة تستحق أن تُسمع، ورؤية تستحق أن تُناقش.
فالمعرفة ليست مجرد معلومات، بل هي فهم أعمق ينبع من التجربة الحية.
إذا يجب أن نسلم للواقع بعيدا عن الفلسفة ولنكتسب الخبرات ونوظف علمنا وتعليمنا حتى نصبح حكماء فيما بعد بحكم الأخرون وتنصيبهم
لا أن نعتمد على طلاقة اللسان وإجادة الفلسفة الواهــية !
دمتم بخير