المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 17 مايو 2025
البروفيسور الحاج مانتا درامي
البروفيسور الحاج مانتا درامي
البروفيسور الحاج مانتا درامي

الدكتور الحاج مانتا درامي رئيس التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بمجمع الفقه الإسلامي الدولي

القيادة السعودية والدبلوماسية الناعمة





تُعدّ القيادة السعودية في العالمين الإسلامي والدولي حقيقة لا جدال فيها. فالمملكة تحتضن المدينتين المقدستين: مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللتين يتطلع جميع المسلمين إلى زيارتهما ضمن رحلتهم الروحية. ويقصدهما ملايين المسلمين سنويًا من مختلف أنحاء العالم. وإلى جانب مكانتها الروحية والدينية المحورية، تتمتع المملكة بموقع جيوسياسي وجيوستراتيجي بالغ الأهمية في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

وقد تجلت براعة المملكة في ميدان الدبلوماسية من خلال استضافتها لمبادرات متعددة للحوار من أجل السلام، بين أطراف متنازعة في شتى بقاع العالم. ومن أبرز هذه المبادرات مؤخرًا: القمة الأمريكية الخليجية، القمة العربية الأفريقية، القمة السعودية الكاريبية، والقمة الإسلامية العربية. وتشكل هذه القمم شهادة واضحة على رغبة المملكة العميقة في أداء دور محوري في تعزيز السلام والأمن الدوليين.

على الصعيد السياسي، تنعم المملكة بالاستقرار، وتسعى جاهدة لحل الأزمات والنزاعات العالمية عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية. وقد ظهرت هذه “الدبلوماسية الناعمة” في عدة ملفات. فهي تلعب دورًا مهمًا مع شركائها لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، بما يضمن العيش المشترك في سلام وأمان. كما أدت دورًا بارزًا في الوساطة لتبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتبذل جهودًا حثيثة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى حل دائم للصراع في السودان.

اقتصاديًا، تُعد المملكة اليوم من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم الإسلامي، حيث طورت بنيتها الرقمية، وعززت التجارة الإلكترونية، واستثمرت بقوة في الذكاء الاصطناعي، وهو مجال بات محوريًا في التنافس والتعاون بين الدول.

أما في الشأن السوري، فقد كان للمملكة دور واضح في التنسيق مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا. وقد أعلن الرئيس الأمريكي خلال زيارته الرسمية الأولى في ولايته الثانية إلى الرياض، يوم الأربعاء، أن بلاده قررت رفع العقوبات عن سوريا، وهو إعلان بالغ الأهمية، من شأنه أن يسهم في إعادة تنشيط الاقتصاد السوري، وتطبيع علاقاته التجارية مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وإعادة دمج سوريا في محيطها العربي، وتقريبها من الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة. وتؤكد المملكة حرصها على رؤية سوريا موحدة، ينعم فيها جميع مكوناتها بحقوق وواجبات متساوية كمواطنين متساوين.

ونتوقع أن تحذو دول أخرى، من بينها الاتحاد الأوروبي، حذو هذا التوجه. فالمملكة، كسائر القوى المؤثرة، ترغب في علاقات طبيعية بين الولايات المتحدة وإيران، وتسوية سلمية للملف النووي الإيراني.

ولا يسعني أن أختتم دون الإشادة بالدور الريادي الذي تؤديه المملكة في دعم التعليم في العالم الإسلامي، من خلال تقديم آلاف المنح الدراسية لأبناء المجتمعات الإسلامية للدراسة في جامعاتها. وقد تخرج من هذه المؤسسات طلاب أصبحوا علماء، ومعلمين، وصناع قرار، ومربين في مختلف أنحاء العالم.

بارك الله في المملكة العربية السعودية.


* رئيس التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بمجمع الفقه الإسلامي الدولي
بواسطة : البروفيسور الحاج مانتا درامي
 0  0  961