المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 15 مايو 2025
د. بندر الحنيشي
د. بندر الحنيشي

عن د. بندر الحنيشي

دكتوراه في الفقه المقارن، عضو محكمة لندن الدولية، مستشار شرعي وقانون وتحكيم دولي.

الدكتورة عبير البطحي بياضٌ في الروح قبل المعطف.



في قلب مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، حيث تلتقي مهارة الطب بأسمى معاني الإنسانية، تبرز الدكتورة عبير البطحي كرمز للعطاء والتفاني. هي التي تنثر نورًا خفيًا لا يُرى بالعين، لكنه يُحس ويُدرك في كل لحظة تمر على المريض.

لم تكن الدكتورة عبير مجرد طبيبةٍ عادية، بل كانت ملهمة، تزرع الأمل في النفوس قبل الجسد، وتعيد الحياة إلى القلوب المنهكة قبل أن تعيد الشفاء إلى الأبدان. في كل خطوة تخطوها، يتجلّى الشغف والعطاء، حيث تضفي على مهنة الطب بُعدًا إنسانيًا نادرًا في هذا الزمان.

حين خضعتُ لعمليةٍ جراحية دقيقة، كانت الدكتورة عبير المشرفة على كل تفاصيل تلك التجربة الحاسمة. كانت العين الساهرة التي لم تغفل في ظلمات الخوف، والأذن التي التقطت همسات الألم، والقلب الذي نابض بالرحمة، فتجاوزت بإشرافها أعتاب الموت إلى برّ الأمان.

في عالم قد يغيب فيه الحنان، كانت الدكتورة عبير أيقونة الرحمة والإنسانية. تعابير عينيها شفاء، وكلماتها دواء لا يُثمّن. لم تكتفِ بواجبها المهني، بل تجاوزته إلى بُعد نفسي وروحي، فكانت نورًا يشعّ في ردهات المستشفى، وملاذًا لكل مريضٍ أرهقته الأوجاع.

لكِ يا دكتورة عبير، أرفع أسمى آيات الشكر، وأبعث إليكِ أصدق الدعوات، بأن يحفظك الله ويرعاك، ويجزيك خير الجزاء عن كل لحظة عناية وتفانٍ بذلتِها في سبيل راحة المرضى. لستِ مجرد طبيبة، بل نبراس علمٍ ورحمة، وبوابة رجاءٍ لكل من ضاق به الألم.

لقد جسّدتِ المعنى النبيل للطب، وأثبتِّ أن المعطف الأبيض ليس مجرد مهنة، بل أمانة إنسانية عظيمة. فلولا الله ثم رعايتكِ، لما شعرنا بالأمان والسكينة في لحظات الألم والمخاوف.

وإن عزّ على القلم أن يفي، فالشعر أنطق مشاعري:

رعى الإلهُ طبيبةً في الطبِّ حاذقة
بها تُشفى الجراحُ والآلامُ الضائقة
عبيرُ اسمُها، وأخلاقُها ريحانٌ ورقة
بالعلمِ تزهرُ، وسيرتُها عاليةٌ رائقة
 0  0  1.6K