مغناطيس التخلف
هل سمعتم يا سادة عن مغناطيس التخلف ؟
إنه داء الواسطه والمحسوبية .
والذي قد تبدو الكتابة عنه مملّة وغير مجدية لكثرة ما تكرّر تناولها وطرقها في أكثر من عمود صحفي ومن برنامج تلفزيوني ونداء وطني صادر من أعلى المستويات . وقد تبدو وظيفة آي كاتب عن هذه الآفه شبيهة بحركات مضيفة الطيران التي تمثّل كيفية الخروج من منافذ السلامة وكيفية استخدام وسادة النجاة والانزلاق على المزالق المخصصة ، بينما هي تعرف في قناعتها أنها ستكون أولى الضحايا إذا ما هوت الطائرة أو تعرضّت للاختطاف .
فالى متى ستستمر سطوة القوي على الضعيف، وتمادي أصحاب النفوذ على أصحاب الحقوق، الى متى ستظلّ أعمار النّاس وأحلامهم وحقوقهم تحرق بأعواد المناصب والمصالح الشخصية.
*
إن الواسطة ياسادتي شبهتها بمغناطيس التخلّف لانها سرطان الإصلاح ، وحجر عثرة في طريق التقدم والرقي والتطور في آي مجتمع ، وقد نعرف ذلك جيّداً، لكن الى حين يكتشف العلاج، هل سيبقى أصحاب الحقوق من المستضعفين يدفعون الثمن الأكبر. إنه سؤال ياسادتي يحتاج الى إجابة صريحة ، وضمير حي ينبض بالإحساس والشعور بحال الوطن والمواطن .
*
*فالواسطة الغير مشروعة تفشت في جميع شرائح المجتمع ، نسال الله السلامة ، حتى أصبحنا في زمن صحن الفول ورغيف الخبز ( التميس ) قد يحتاج الى وساطة . ولو أنا سألنا بعض المتخلفين ، المغناطيسيين لأجاب بكل برودة أعصاب رافعاً انفه للسماء قائلاً إنها شفاعة وفزعة ونخوة .
*
ناسياً أومتناسياً أن هناك فرق شاسع بين ( إعطاء كل ذي حق حقة - وبين من يضيع حقه أويسلب منه ، تحت آي مبرر في ظل الوساطة ) .
فبالله عليكم أرحموا من في الارض يرحمكم الله أيه المغنطسون فأنتم متخلفون فلا تجعلوا لكم إرثاً للاجيال القادمة . كفانا غنطسه