الحضور السلبي… أجساد حاضرة وأدوار غائبة:
في عالم العمل والمناسبات الاجتماعية لا يقاس النجاح فقط بعدد الحاضرين بل بنوعية حضورهم وتأثيرهم.
ورغم امتلاء بعض البيئات بالناس إلا أن ظاهرة “الحضور السلبي” باتت واضحة للعيان.
أولئك الذين يكتفون بملء المقاعد دون أن يكون لهم دور يذكر لا يساهمون في دفع عجلة العمل ولا في إثراء النقاشات أو إنجاح الفعاليات.
الحضور السلبي لا يعني فقط الصمت بل يشمل كل موقف يتخلى فيه الفرد عن مسؤوليته تجاه الجماعة سواء بالإبداع أو بالمشاركة الفعالة أو حتى بالدعم المعنوي.
إن الأجساد الحاضرة دون أثر أشبه بفراغ كبير يضعف الروح الجماعية وينشر اللامبالاة بين أفراد الفريق أو الحضور.
البيئات الناجحة تدرك أن الحضور الحقيقي لا يكون إلا حين يرتبط بالمبادرة والمساهمة الفاعلة.
فكل فرد مدعو لأن يصنع أثره الخاص مهما بدأ بسيطًا لأن قوة العمل الجماعي لا تأتي من العدد بل من حيوية المشاركة وجودة العطاء.
إن علاج الحضور السلبي يبدأ من تعزيز ثقافة المسؤولية والشعور بأهمية الفرد ضمن الجماعة إضافة إلى تحفيز كل شخص على أن يكون جزءً من الحل لا مجرد شاهد صامت على التحديات.
ختاماً:
يبقى السؤال مفتوحًا أمام كل منا:
هل وجودنا يصنع فرقًا… أم نحن مجرد حضور بلا أثر؟