المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 8 مايو 2025
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم

اللي على رأسه بطحة... يحسس عليها!



لماذا تفضح الكلمة من لم يُذكر اسمه أصلًا؟

في زمنٍ باتت فيه الكلمة تُخيف أكثر من الفعل، والعبارة تُربك أكثر من الاتهام، تتكرّر ظاهرة تستحق التوقف عندها: لماذا يرتعد البعض من جملة عابرة؟ ولماذا يشعر أشخاصٌ كُثر أن الكلام العام موجّه إليهم دون أن يُسمِّيهم أحد؟

نكتب عن الفساد، فيرتجف المرتشي.
نُحذّر من النفاق، فيستنفر المنافق.
نُثني على المبادئ، فيتأفف من خانها.
ليس لأن المقال كشفهم، بل لأنهم ببساطة كشفوا أنفسهم بردود أفعالهم.

بل قد لا تتجاوز المسألة رسالة واتساب محوّلة، أو تعليقًا في مجموعة، أو حتى كلمة بريئة في مجلس، فتراهم يثورون، يتذمرون، يهاجمون، يبررون… كأنما فُضح سرّهم على الملأ، وكأن النص كتب خصيصًا ليصف ما يخفونه.

وهنا تتجلى المقولة الشعبية الشهيرة:
"اللي على رأسه بطحة... يحسس عليها."
فالمقال لا يفضح أحدًا، لكنه يوقظ الضمير النائم فيمن يعرف داخليًا أنه المقصود، ولو لم يُذكر اسمه في سطر واحد.

بل نقولها بوضوح وبسخرية ذكية:
"اظهر وبان، عليك الأمان... فمقالي لا يعنيك، وتستطيع تجاوزه!"
أما إن لم تستطع… فراجع دواخلك، لأن من يخشى كلمة، غالبًا يُخفي جريمة.

وصدق المثل الأبلغ:
"اللي في القدر يطلّعه الملاّس!"
فلا حاجة لنبش الأسماء، ولا لاستدعاء الوقائع، لأن الرائحة تسبق الإعلان، والقلق يسبق الإدانة.

وهنا يُطرح السؤال الكبير:
لماذا يخاف البعض من الحقيقة ولو جاءت مغطاة باللين؟
لأنهم تعوّدوا على الهروب، وأرهقهم التمثيل، ويعلمون أن أي كلمة صادقة قادرة على إسقاط قناع تكلّفوا في تثبيته.

الحقيقة لا تُرعب من يواجهها بسلام، لكنها تزعج من يضع رأسه على الوسادة وهو يعلم أن في ضميره ما لا يُغتفر.

الخلاصة:
لسنا مسؤولين عمّن يرى نفسه في المرآة وهو يقرأ، فالمقال لم يُشر، ولم يُسمِّ، ولم يتقصّد أحدًا.
لكن من ارتبك قبل أن يُقال اسمه… فقد قاله بصمته.
ومن لا يعنيه الكلام… لن يتألم منه، ولن يقرأه مرتين.

بواسطة : المهندس/ علي السليم
 0  0  2.0K