من الجحود والتنمر: عندما يُصبح الوفاء عُملة نادرة
الحقيقة ونحن في عالم متغير، تبدو بعض القيم وكأنها تتلاشى أمام أعيننا، يطغى الجحود وينتشر التنمر، حتى يصبح الوفاء عملة نادرة! كيف تحول المجتمع من التقدير والاحترام إلى الجفاء والنسيان؟
ما دفعني للكتابة في عن هذه الظاهرة لم يكن مجرد تذكر لأيام جميلة، بل هو إدراك عميق بأن الأخلاق التي كنا نتشبث بها وقد أصبحت شيئًا من الماضي عند البعض.
في الواقع كنا نرى الوفاء قيمة لا تُساوَم، ونلمس الشهامة في المواقف البسيطة. أما اليوم، فباتت العلاقات هشّة، يقودها التنمر والتملق والمصالح المتغيرة.
والحقيقة لم يعد التنمر في العلاقات بوقتنا الحاضر مقتصرًا على المدارس أو التجمعات الصغيرة كما كنا نلمسه بين الطلاب!
بل تسلل إلى شاشاتنا وأحاديثنا اليومية، حتى أصبح جزءًا من لغة البعض في التعامل.
هذه الظاهرة تهدم النفوس وتخلق مجتمعًا يفتقد الرحمة.
وهنا في تقييمي رغم ما يطرأ من تغيرات، يبقى الأمل قائمًا، فالقيم لا تموت لكنها تحتاج إلى من يعيد إحياؤها.
لنبدأ بالصدق في تعاملنا، ولنكن القدوة التي تُذكِّر الآخرين بجمال الوفاء ودفء العلاقات الحقيقية التي أوصى بها ديننا الحنيف وتعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فالاحترام لا يُطلب بل يُمارس، والوفاء لا يُجبر عليه بل ينبع من القلب.
في النهاية، قد نشعر أننا غرباء في هذا الزمن، لكن يجب أن نتذكر دومًا أن الحفاظ على النبل وسط الجفاء هو انتصار بحد ذاته.
فهل لنا ذلك ونعيد النظر في علاقاتنا اليومية مع المجتمع ولنحسن الضن ولو تلاعب بمشاعرنا إبليس وأعوانه من بعض البشر؟؟!