حين يلوّح الكبار بالرحيل من يُبقي على وهج الكلمة
قرأت كلمات أستاذي الفاضل سعود الثبيتي، المؤسس والمشرف العام التي قال فيها أشعر بأنني سأعتزل الإعلام قريبًا
فخيم على قلبي صمت يشبه الوجع ذلك الوجع الذي لا يُروى بكثرة الكلام بل بثقل الموقف
يا أستاذ سعود لست وحدك من يشعر بأن الموازين انقلبت وأن الحقيقة باتت تتوارى خلف ستار من ضجيج المصالح وسطحية الطرح وسرعة التنازل
لكنّك من القلائل الذين كانوا وما زالوا يُمثلون الميزان نفسه
أنت لم تكن يومًا مجرد اسم إعلامي بل مبدأ وصوت صدق ومدرسة نادرة في زمنٍ اختلط فيه كل شيء
وإن كان الإعلام في بعض زواياه قد أصبح ساحة ضباب فإنك من أعمدة النور القليلة فيه فهل يليق أن تنسحب
من حقك أن تتعب ومن حقك أن تتألم لكن ما ليس من حق هذا الجيل ولا من حقنا نحن الذين تعلمنا من وهجك ووضوحك أن تغيب
لأن غيابك ليس فقط صمت قلم بل سقوط عمود وافتقاد بوصلة
نحتاجك لا لتُقاوم وحدك بل لتُعلّمنا كيف لا ننسحب نحن أيضًا
نحتاجك لتكون الحاضر حين يغيب الحق والمستقيم حين ينحني الخط
فكر في كل من يراك قدوة وفي كل كلمة زرعتها ذات يوم فأثمرت وعيًا أو وقاية أو نورًا في عقل أحدهم
إن انسحبت الآن من سيكتب بصدق حين يختنق الصدق
ومن سيبقى حين يلوّح الكبار بالرحيل
ابقَ أستاذي فالبقاء في زمن الرحيل هو أشجع أنواع المقاومة
تلميذك/ ومن أبناء هذه الدار التي علّمتنا ألا نصمت حين يتحدث الكبار
ولا نتراجع حين يتعب الثابتون