المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 25 أبريل 2025
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم

حين تنهض المرأة... ينهض الوطن




في كل أمة تُحاك حضارتها على نول القيم، تكون المرأة الخيط الأول. ليست المرأة نصف المجتمع فحسب، بل هي نواته ومصدر تشكّله. من الأم التي تغرس، إلى الزوجة التي تحتوي، إلى البنت التي تُعدّ للمستقبل... كل دور أنثوي متكامل هو ركيزة لصرح الوطن.

المرأة... صمام الهوية وبوصلة النهضة

في عصر التحديات والاضطراب القيمي، تبقى المرأة هي الحصن الأخير لحماية الهوية، وهي الشعلة التي تنير دروب الأجيال. إنها البوصلة التي إن انحرفت... ضلّت المجتمعات، وإن استقامت... استقام معها كل بناء حضاري.

من الظلم أن يُختزل الحديث عنها في إطار "المساواة" المبتورة عن الفطرة، أو "التمكين" المنزوع من الجذور. إنّها ليست تابعًا يُطالب بحقوق، بل أصلٌ تُبنى عليه الحقوق والواجبات.

الأم... مصنع القيم وأستاذة الحياة

الأم ليست مجرد مربية، بل مدرسة تُخرّج أجيالًا، تُغرس فيهم المبادئ كما تُروى الأشجار. ليست الأمومة وظيفة عابرة، بل أعظم استثمار في مستقبل البشرية. إن تقرير هيئة الإحصاء السعودية (2024) أشار إلى أن 78% من الأمهات العاملات يساهمن فعليًا في التحصيل التعليمي لأبنائهن، مما يُثبت أن الأم لا تزال قادرة على حمل عبء الرسالة المزدوجة: تربية وإعمار.

شهادتها لا تُمنح بورقة، بل تُمنح ببناء أجيال تحفظ القيم وتنتج التغيير، أجيال تقول: "أمي كانت البداية، وكانت أعظم من كل النهايات."

الزوجة... شريكة بناء لا خصم منافس

في خضم الترويج لثقافة "الندية" المسمومة، ننسى أن العلاقة الزوجية ليست صراع قوى، بل تناغم أدوار. الزوجة العظيمة لا تُشبه الرجل لتكون عظيمة، بل تُبهر بأنوثتها وحنكتها واحتوائها. قوتها ليست في الصوت المرتفع، بل في السكينة التي تمنحها، والعمق الذي تبنيه في بيتها.

الزوجة الواعية تُحيي في زوجها الرجولة الحقيقية، لا بالتحدي، بل بالتقدير. هي عمود التوازن، إن اهتز… تزعزعت الأسرة بأكملها.

البنت... نبتة أمة لا رقم في سجلات

حين نغرس في البنت الكرامة والعفة والهوية، فإننا نزرع بذور حضارة. ليست البنت كيانًا هشًا يُقاد بالأزياء والترندات، بل مشروع أمة في طور التشكّل. وإن تُركت للفراغ، أو لُقّنت مفاهيم مشوهة، فإننا لا نخسر فتاة فحسب، بل نخسر أمًا وزوجة وصانعة أجيال.

فهل يستقيم مجتمع غابت فيه الأنثى عن أنوثتها، أو استبدلت دورها الأصيل بقوالب مشوشة؟!

الفطرة... بصمة الله فيكِ لا عيبك

ليست فطرتكِ ضعفًا، بل خصوصيتك التي منحك الله إياها لتكوني مكمّلة للرجل، لا نسخته المكرّرة. في عالم يحاول إعادة تشكيل المرأة خارج إطار خلقها، تذكّري أن العظمة لا تأتي من التشابه، بل من التكامل. أنتِ لستِ ناقصة، بل مختلفة... والاختلاف هو سر التكامل، لا مبرر للصراع.

الهوية تُغرس في البيت لا تُفرض بالقانون

التشريعات تنظم، ولكن من يربّي؟ من يغرس القيم؟ من يصنع الوعي؟ إنها المرأة في بيتها أولًا. فإن هي تخلّت عن هذا الدور لصالح الظهور فقط، تخلّى المجتمع عن عمقه وتجذّره.

ورؤية السعودية 2030 حين تدعو لتمكين المرأة، لا تعني فصلها عن أسرتها، بل تعزيز دورها بشمولية: أمًا، زوجة، موظفة، قائدة... دون أن تفقد جوهرها أو تتنكر لفطرتها.

حين تهتز المرأة... ينهار الجدار من الداخل

الخطر الحقيقي ليس في الخارج، بل في الداخل، حين تضعف قناعات المرأة، أو تُغتال رسالتها. المجتمعات لا تموت بالسيوف، بل بانهيار أدوارها. والمرأة، إن أُهملت أو انحرفت، باتت الثغرة التي يتسلل منها السقوط القيمي.

وإليك أيها الرجل... مرآتك في المقال القادم

هذا المقال ليس تدليعًا للمرأة، بل إنذارًا للمجتمع. وكما حُملت المرأة على كتفيها مسؤوليات الجيل، فإن للرجل دورًا ينتظره المقال القادم... حيث نضع أمامه المرآة لا المجاملة.

فالوطن لا ينهض بنصف وعي، ولا يُبنى بنصف مسؤولية.

بواسطة : المهندس/ علي السليم
 0  0  1.8K