المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 25 أبريل 2025
محمد بالفخر
محمد بالفخر

غابت ابتسامة سالم طاهر لرضي



قبل شهر تقريباً وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فارق دنيانا الفانية الأستاذ سالم طاهر لرضي عضو مجلس النواب اليمني السابق للفترة من 1997م إلى 2003م والمدير الإداري الأسبق لأقدم غرفة تجارية في الجزيرة العربية (غرفة عدن التجارية) والتي تأسست في أغسطس 1886م.

فقد غيّب الموتُ أبا فهد وغابت معه ابتسامته الدائمة التي كانت لا تفارق محياه حتى في أصعب المواقف، وكانت الطرافة والنكتة حاضرة على طرف لسانه كلما تحدثت معه فهو ابن مدينة الشحر ولا يعترف بغيرها أصلاً أو نسباً ففيها ولِدَ وترعرع وتعلّم في مدارسها ومنها سلك طريق الاغتراب أسوة بكثير من أبناء حضرموت،

وفي جدة عروس البحر الأحمر حطّ الرحال ومكث بها فترة زمنية من حياته وعاد بعدها الى عدن تلك المدينة التي أحبّها وعشِقَها ففيها سكن واستقر في حي المعلا تحت سفح جبل شمسان،

وكأنّ لسان حاله يقول وهو قادمٌ اليها ما قاله الفنان ابوبكر سالم بلفقيه:

يا طائرة طيري على بندر عدن

زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن

بالله يا طيّار عجّل بالمسير

شمسان ذا بعده على قلبي عسير

وفي عدن مارس كل نشاطاته العملية والإدارية والتجارية والسياسية والاجتماعي وفيها كانت خاتمة المسيرة الحياتية ويا لها من خاتمة، عندما حضر حفل تكريم دفعة من حفظة القرآن الكريم في الثامن من شهر رمضان المبارك وسمّيت تلك الدفعة باسمه تكريماً لجهوده المباركة في خدمة كتاب الله وحفظته، وكانت هذه الاحتفالية هي خاتمة أنشطته الخيرية والاجتماعية فهنيئاً له،

تعرفت على الأستاذ سالم رحمه الله في العام 1992م في احدى زياراتي لمدينة عدن في مكتب الدكتور علي خميس رويشد رحمه الله في جمعيتهم الخيرية وقد كان أول من عرّفني به وتوثقت العلاقة بعدها معه وكنت أحرص على أن ألتقي به في كل زيارة لي الى عدن وقد جمعتنا الكثير من الأعمال والأنشطة الخيرية التي عملنا سوياً لتنفيذها في ذلك الزمن الصعب،

ولم ينقطع تواصلي بالأستاذ سالم حتى عندما انتقل الى صنعاء بعد فوزه الكاسح في انتخابات مجلس النواب فقد كانت لي لقاءات معه ومع زميله الراحل المهندس فيصل بن شملان رحمه الله،

وبعد الأحداث الأخيرة وما جرى في عدن وسفره الى جده والتي استقر بها حتى عودته الأخيرة الى عدن لم تنقطع لقاءاتنا كلما سنحت لي الفرصة لزيارة جده،

والأستاذ سالم كغيره من الشباب المستنيرين في ذلك الوقت الذين تأثروا بحركة النضال ضد المحتل البريطاني وكانت له مساهماته في تأييد ثوار الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وجمع التبرعات لهم،

ولكنه كان متزناً في مواقفه، وفي العام 1997م ترشح كمرشح مستقل لعضوية مجلس النواب عن دائرة المعلا في عدن حيث سكنه ونظراً لحضوره المتميز كانت النتيجة كاسحة له مقارنة بمنافسيه،

وقد ساعد في ذلك عدم تقديم التجمع اليمني للإصلاح مرشحاً لهم في تلك الدائرة فبالتالي حصل على أصوات مناصري حزب الاصلاح ومناصري الحزب الاشتراكي الذين قاطعوا تلك الانتخابات،

وانضمّ بعد فوزه لكتلة المستقلين في المجلس وكان حضوره مميزاً في المجلس وما يدور فيه من مناقشات وكان يدور مع الحق حيث دار وكان يمتص بابتسامته غضب كل من يشعر بأنه خالف موقفه، ولم ينحاز لأي حزب في أي موقف مفصلي،

وقد عمل على خدمة أهل دائرته بأقصى ما يمكن خدمتهم به حيث كان حاضراً معهم ومع قضاياهم،

وفي انتخابات 2003م طلب منه الإصلاحيون الترشح باسمهم فاعتذر بأدب بأنه مستقل ولن يحيد عن ذلك فتقدموا بمرشح آخر الأستاذ الجامعي الدكتور عقلان وانسحب الأستاذ سالم من الترشيح وخسر الإصلاح الدائرة كلها وخسروا شخصية مستقلة،

لم يغادر الأستاذ سالم رحمه الله موقعه في الأنشطة الاجتماعية الهادفة الى تخفيف معاناة المحتاجين فقد كان حاضرا في كثير من الأنشطة ويسعى حسب قدراته لتذليل الصعاب بوجاهته وبعلاقاته المميزة لمساعدة من يحتاج المساعدة،

وقصصه في هذا الجانب كثيرة اسأل الله له القبول وغفران الذنوب ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  806