اعرف نفسك وحاسبها
وكما ذكرت آنفا ان كثيرا منا يتساهل في امور يعتبرها تافهة وبسيطة ويعتقد ان الجميع يقوم بمثل هذه الأعمال وان عملها لن يضر بأحد فهو مخطئ ويجب مراجعة نفسه قبل الندم يوم لا ينفع الندم ، ولعلنا نكشف بعض هذه الأمور العظيمة فعلا، التافهة في نظرنا الغافل، وعلى كل منا ان يسأل نفسه هل انا ممن يتجاوز الأنظمة ولو حتى بقطع الإشارة المرورية او عكس السير او السرعة الزائدة او التحيز لشخص قريب او صديق ومسامحته عند المخالفة والتجاوز عنه واعفائه من العقوبة..
معظمنا يستهين بمثل هذه الأمور وهي فعلا امور كبيرة وتعتبر خيانة للضمير واولي الأمر، واعلم ان تقوم بمثل هذه الأعمال فانك بلا شك ضعيف الشخصية لو عرضت عليك رشوة ستأخذها وستكون سارقا مرتشيا ولن يردعك ضميرك ، أما إن كنت تستهين بعكس الطريق او الوقوف مزدوجا وتضايق عيرك من المارة عند المساجد او في الشوارع الفرعية او العامة ، فأنك تستهين بحقوق الآخرين ولن تتورع عن اكل مال الغير وظلمه ان أتيحت لك الفرصة، اليس الكثير يقوم بفعل مثل هذه الأفعال الشائنة؟ اليس من حق الغير ان يأخذ حقه كاملا ، اليس غيرك له مثل مالك؟
لماذا اذا تنتفض وتغضب اذا قام بها احد غيرك. هل انت افضل من غيرك؟ الم تقرأ قوله تعالى: (إن اكرمكم عند الله اتقاكم). هل تعتقد ان الأنظمة تطبق على غيرك وتستثنيك انت؟ ام أن ذنبك مغفور؟
فلنعلم جميعا ، أن طاعة ولي الأمر واجبة وان احترام النظام امر ديني قبل ان يكون نظاما لحمايتك قبل غيرك، وانه لو كل منا احترم الأنظمة لعاش الجميع بسعادة ولقلت نسبة الحوادث ولتدنت نسبة الفساد في مجتمعنا. وعلينا ان نقيس كل اعمالنا بهذه المقاييس واضعين امام اعيننا يقينا ان الله مطلع على افعالنا واعمالنا ونوايانا ويحاسبنا عليها
يقول الشاعر:
تَـنَامُ عَيْنُـكَ وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ *** يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لم تنم
آمنت بالله وملائكته وكتبة ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. فسبحان الله الذي ارسل رسله ليوضحوا لنا الطريق الصواب وعلينا اتباعه دون تضجر، فالحق حق وعلينا اتباعه مهما كان به نوع من الإزعاج لنا وانه لو تجاوزنا وذكرنا الله لاستفدنا بضع ثوان من الوقت، طبق التعليمات والنظام واجعل تلك الثواني تحسب لك لا عليك، فاقض وقتك في الاستغفار فالوقت يذهب سريعا ولن تشعر به وستعود عليك تقوى الله بالخير الكثير والأجر الوفير. نسأل الله ان يجعلنا من عباده الصالحين وان يوفقنا لما فيه الخير والسداد ، وان يجعل مجتمعنا مجتمعا طيبا مسلما متمسكا بالدين الحنيف متعاونا متحابا كريما.. ويديم علينا نعمه والأمن والأمان..
ودام عزك يا وطن.
كاتب وأديب – مكة المكرمة صاحب متحف محمد الحربي ومنتجع الملوك بالعلا