تلوم الغادر بل اسأل نفسك أولاً
لا تلوم الغادر لأنه غدر فقد خان طبيعته حين ارتدى قناع الوفاء. لا تستغرب خيانته فالطعنة من الخلف لا تأتي إلا من أولئك الذين سمحنا لهم بالسير خلفنا، بقربنا بثقتنا العمياء
الغدر لا يولد من فراغ بل من مساحة منحتها أنت له حين فتحت له باب قلبك دون حذر حين آمنته على سرك وأوجاعك حين جعلته جزءًا من يومك ثم استغربت كيف انقلب عليك فجأة، ونسيت أن بعض القلوب لا تليق بها النقاء
ألم يكن هناك ما ينبهك تصرفات صغيرة كلمات زلّت نظرات تشي بما تخفيه النوايا لكنك كنت تصرّ على حسن الظن حتى مع من لا يعرف معنى الوفاء
لا أقول ذلك لأجل جلد الذات بل لزرع الوعي. لأننا أحياناً نكون نحن السبب الأول في جراحنا، حين نسمح لمن لا يستحق بالاقتراب كثيرًا فالمشكلة ليست في الغادر وحده، بل في اختيارنا له في صمتنا الطويل على تصرفاته، في تبريرنا لسوءه مرارًا
الحياة مليئة بالوجوه منها الصادق ومنها المزيف. تعلّم أن تختبر القلوب قبل أن تمنحها مفاتيحك وتذكّر دائمًا: من أحبك بصدق لن يؤذيك ومن تظاهر بالحب سينكشف مهما طال الزيف
فلا تلُم الغادر كثيرًا بل لم نفسك لأنك جعلته جزءًا من حكايتك