المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 20 أبريل 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

ضعف النفوس وغياب المروءة: حين يصبح النجاح مُستفزًا



في مجتمعاتنا يظل النجاح أحد أكثر الأمور التي تكشف معادن الناس وتفضح ما بداخلهم من نبل أو ضغينة.
قد لا تحتاج إلى اختبار طويل أو موقف معقد حتى تعرف ضعف نفس أحدهم أو قلة مروءته؛ يكفي أن تُثني على شخص ناجح أمامه أو تذكر إنجازاته حتى يتغير وجهه وتبدأ سهام الغيرة تنطلق في شكل أكاذيب وافتراءات.

* مدح الناجحين مرآة لضعف البعض:
فحين نمتدح شخصًا ناجحًا فإننا لا نقصد التقليل من الآخرين بل نسلط الضوء على مثال يُحتذى به.
غير أن النفوس الضعيفة لا تطيق ذلك، لأنها ترى في نجاح الآخرين تهديدًا لها، لا إلهامًا.
هؤلاء لا يتحملون أن يُشار لغيرهم بالبنان فيسارعون إلى تشويه الصورة واختلاق القصص والنيل من السمعة.

* النفوس النقية تفرح للناجحين:
في المقابل النفوس الكريمة تفرح لنجاح الآخرين وتدرك أن الفضل لا يُنقص حين يُشاركه صاحبه مع غيره. هؤلاء هم من يتمثلون قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
أما ضعاف النفوس، فيُحبون لأنفسهم ويكرهون للناس.

* أسباب هذا السلوك:
ضعف الثقة بالنفس والشعور بالنقص والتربية على الحسد والمقارنات السلبية كلها أسباب تقود البعض إلى هذا السلوك.
فهم لا يفرحون بإنجازاتهم لأنهم مشغولون بمراقبة غيرهم ولا يجدون راحتهم إلا في تشويه صور الآخرين.

* ختاماً:
النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد الإنجازات فقط، بل بالقدرة على الحفاظ على النبل والمروءة في وجه الغيرة والحسد. وكما قيل: “كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله العواصف”.
فلنكن ممن يفرحون بنجاح غيرهم ونرتقي بأخلاقنا لأن المروءة تبقى تاجًا لا يضعه إلا من عرف قدر نفسه وقدر الناس.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  2.4K