تطبيقاتنا صارت أذكى من عقولنا

قبل كم سنة، كان الواحد إذا ضاعت مفاتيحه يرجع لأقرب أقربائه عشان يشكي له همه.
اليوم يدخل تطبيق "أنا ضيعت" ويطلب مفتاح احتياطي مع شاي بالنعناع وتحديث للهوية!

صرنا نعيش تحت رحمة التطبيقات… صارت تحجز لنا، تطبخ لنا، توقظنا، وتفكر عنا… قريب يمكن تقرر تتزوج عنّا، وتطلب مهر بـ Apple Pay!

ما عاد فيه خصوصية. دخلت تطبيق التوصيل أمس، سألني:

"هل تريد إعادة طلب الكبسة التي طلبتها الساعة 3:47 مساءً قبل أسبوعين أثناء مشاهدتك مسلسلك المفضل؟"

يا أخي كيف عرفت إني كنت أشوف مسلسل؟ والأدهى… كيف عرفت إنها كبسة وأنا قلت لهم "رز بلحم"!؟

تطبيقات البنوك؟ لا تسأل. تدخل تطبيق البنك، يسألك بأدب مصطنع:

كيف أقدر أخدمك اليوم؟
يا شيخ، خل خدمتك في جيبك، بس قل لي وين طار الراتب؟!

وبعض التطبيقات صارت ذكية بزيادة، تدخل تطبيق حكومي بسيط، يفتح لك كل حياتك، من وقتك اللي ولدت فيه، إلى آخر مخالفة سجلها ولد أخوك على سيارتك بدون ما يدري.

المشكلة؟ إن التطبيق صار يفهمك أكثر من نفسك.
مره دخلت تطبيق صحي قال لي:
نقترح عليك تنام بدري لأن معدل نشاطك اليومي منخفض وضغطك مرتفع ونبرة صوتك تدل إنك طفشان.
قلت له: أنت تطبيق ولا زوجة ثانية؟

صراحة… التطبيقات صارت تسبقنا بخطوتين وتضحك علينا من الشاشة واحنا نقول: ذكية والله… خلنا نحمّلها زيادة!

ختاماً الله لايغير علينا ويحفظ دولتنا التي جعلتنا في مصاف الدول المتقدمه…
ولكن بعد ختام مقالنا ودي بوجود تطبيق واحد فقط يعرف لي وين عقلي قبل ما أوافق على شروط الاستخدام!
والسلام عليكم.