المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 20 أبريل 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

بين الحس والمنطق: استدلال المرأة العاطفي وتأثيره في العلاقات



من الفروقات الجوهرية بين الرجل والمرأة في طريقة التفكير، أن المرأة تميل إلى تغليب مشاعرها وأحاسيسها على التحليل المنطقي الصارم هذا الميل ليس ضعفًا بل انعكاس لتركيبة نفسية وعاطفية فطرية تؤثر بشكل مباشر على تفاعلها مع المواقف خاصة في العلاقات الزوجية والاجتماعية.

أولًا: الاستدلال العاطفي عند المرأة من منظور نفسي:
تشير الدراسات النفسية إلى أن المرأة غالبًا ما تعتمد على الذكاء العاطفي، وتستند في أحكامها إلى إشارات غير لفظية مثل نبرة الصوت وتعابير الوجه ونمط التفاعل.
كما أن النصف الأيمن من الدماغ المسؤول عن العاطفة والحدس يكون أكثر نشاطًا عند النساء مما يجعل الاستدلال الحسي غالبًا على الاستدلال المنطقي.

ثانيًا: كيف يطغى الإحساس على المنطق؟
في مواقف متعددة تلجأ المرأة إلى تفسير السلوكيات من خلال شعورها الداخلي دون انتظار دليل مادي. فالإحساس لديها قد يتحول إلى قناعة قوية حتى وإن لم يُدعَم بمنطق أو واقع ملموس.
وهذا ما يجعلها تقول عبارات مثل:
- "أحس إنك تخونني."
- "أنا حاسة إنك تغيرت وما صرت تحبني."
- "إحساسي يقول إن في شي مخفي."
هذه العبارات تُظهر كيف يتقدم الحس على العقل في إصدار الأحكام.

ثالثًا: أمثلة من الواقع:
1. في الحياة الزوجية:
قد يلاحظ الزوج أن زوجته بدأت تتهمه بالتغيّر أو الإهمال دون وجود تصرف فعلي واضح فتقول له:
"أحسك بعيد عني أكيد في شيء!"
بينما هو يراها ردة فعل غير مبررة، هي تراها نداءً عاطفيًا للأمان.

2. في الصداقات:
حين تغيب الصديقة لبعض الوقت تبدأ المرأة في بناء مشاعر من القلق والشك، فتقول:
"أكيد زعلت مني حسيت كذا."
دون أن يكون هناك ما يدل منطقيًا على وجود خلاف.

3. في بيئة العمل:
ربما تصدر المديرة حكمًا على موظفة جديدة بأنها "غير مريحة" فقط بناءً على شعور داخلي رغم التزام الموظفة وانضباطها وهذا مثال آخر على تغليب الإحساس.

رابعًا: أثر ذلك على العلاقات:
غلبة الحس على المنطق قد تسبب فجوة في الفهم بين المرأة والرجل، خصوصًا إذا كان الطرف الآخر يعتمد على التحليل العقلي المبني على المعطيات والأدلة.
فالمرأة ترى أن شعورها الداخلي يكفي للحكم، بينما الرجل يسأل: "ما دليلك؟"

هذا الاختلاف لا يعني أن أحد الطرفين مخطئ بل يعكس اختلافًا في آليات التفكير والاستجابة يحتاج إلى تفاهم وتواصل عاطفي يعالج جذور الإحساس لا مجرد نفيه.

ختاماً:
المرأة لا تبالغ حين تتحدث عن إحساسها لكنها تتفاعل وفق تكوين نفسي عميق يربط الأحداث بالمشاعر. والرجل لا يتجاهل لكنه يميل إلى استخدام المنطق كوسيلة للحكم.

ولذلك، فالتوازن في العلاقات يتطلب أن يُنصت الرجل لإحساس المرأة باهتمام وطمأنة وأن تمنح المرأة نفسها فرصة لمراجعة شعورها في ضوء الواقع حتى لا تتحكم بها الظنون أو التهيؤات
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  3.6K