كسر الجماعة لا يشبه أي كسر
ليست كل الجراح تُرى وبعض الكسور لا يُجبرها الوقت
كسر الجماعة لا يُسمع صوته لكنه يُشعر به في القلب، وفي المجالس الفارغة، وفي الأسماء التي غابت والأحاديث التي باتت باردة، وفي صمت الواتساب الذي كان يومًا يعجّ بالضحك
نحن لا نتحدث عن خلاف عابر ولا عن نقاش حاد بين طرفين نحن نتحدث عن جماعة عن مجموعة كانت يومًا واحدًا لا يتجزأ نعرف بعضنا قبل الألقاب نضحك لفرح أحدنا كأننا نحن ونغتم لحزنه قبل أن ينطق لكن، فجأة تغيّر كل شيء
بعض الخلافات لا تأتي من كسرٍ واحد بل من تراكمات صغيرة تجاهلناها كثيرًا حتى صارت جدارًا كلمات غير مقصودة مواقف لم تُفسّر، وأحيانًا أطراف ثالثة لم ترد الخير
والأصعب أن يكون الكسر داخليًا أن تلتفت فلا تجد السند الذين كانوا أول الواصلين، وآخر المغادرين يصبح اللقاء مجاملة والضحك اصطناع وتصبح الذكريات مؤلمة بدل أن تكون جميلة
نختلف، نعم كلنا نختلف لكن من قال إن الاختلاف يعني القطيعة من قال إن من خالفك في رأيه لم يعد يستحق مكانه في قلبك
الجماعة التي تنكسر لا تعود كما كانت لأن الثقة إن انكسرت، لا يجبرها سوى صدق النية والرجوع لله أولًا ثم لبعضنا بنية الترميم، لا الإدانة
فلنسأل أنفسنا قبل أن نُكمل هذا الطريق المتباعد
هل كانت الجماعة تستحق أن نخسرها
وهل ما بيننا كان قليلًا لنفرّط فيه بسهولة
كسر الجماعة لا يشبه أي كسر
لأنه يكسر شيئًا فيك لا فيهم فقط