تحليل الأعمال نحو قيادة التغيير، مفتاح النجاح في بيئة الأعمال الحديثة

لو تأملنا قليلاً حياتنا اليومية سنلاحظ التطورات الرقمية الهائلة في كل مكان، ونجد أكبرها يتمثل في عالم الأعمال. وقد ظهر في الفترة الأخيرة تخصص جديد تعتمده المؤسسات أداةً لزيادة أعمالها وترشيد قراراتها، من خلال بناء قواعد البيانات وتوفير رؤى مستقبلية لاتجاهات الصناعة والمساهمة في صنع القرار بشكل إستراتيجي، هذا التوجه يسمى تحليل الأعمال «Business analytics».
يُعد تحليل الأعمال في الوقت الراهن واحداًَ من أسرع التخصصات تطوراً ونمواً حول العالم كونه مزيجاً مثاليا بين التكنولوجيا وعلوم الإدارة والتسويق والإحصاء ونظم المعلومات الإدارية.
فتخصص تحليل الأعمال يجيب عن الأسئلة الآتية في أي عمل أو وظيفة: لماذا يحدث هذا؟
ماذا يحدث إذا استمرت هذه الاتجاهات؟ ماذا سيحدث بعد ذلك «ما هو المتوقع»؟ وما أفضل نتيجة يمكن أن تحدث؟
إن المؤسسات العالمية الآن تعتمد على تحليل الأعمال؛ لفائدته في مجالات عدة نعرض على سبيل المثال منها:
الموارد البشرية: إذ يمكن أن تستفيد منه بشكل كبير من خلال تحليل إنتاجية الموظفين، وتتبع الرواتب، ورؤى حول رضا الموظفين.
الشؤون المالية: يمكن لتحليل الأعمال أن يساعد الإدارات المالية من خلال تقديم خطط لا تقدر بثمن وقيّمة للبيانات المالية؛ إذ يساعدها على تتبع الميزانيات الفصلية والسنوية، وتحديد مجالات المشكلات المحتملة قبل أن تتسبب في أي آثار سلبية.
المبيعات: يمكن لتحليل الأعمال المساعدة في زيادة المبيعات في الشركة من خلال توفير مقترحات لدورة المبيعات، وتحليلات معدلات التحويل المتعمقة، بالإضافة إلى تحليل إجمالي الإيرادات.
التسويق: يوفر تحليل الأعمال طريقة ملائمة لعرض جميع محتويات الحملات الإعلانية والترويجية الحالية والسابقة، وأداء واتجاهات تلك الحملات والفائدة المتوقعة منها، وتفصيل كلفة العميل المحتمل وعائد الاستثمار، وتحليلات زيارات الموقع.
القيادة التنفيذية: تحليل الأعمال يسمح للمؤسسات بخفض التكاليف من خلال تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتحسين المبيعات أو الخدمات المقدمة، وكشف فرص التحسين المستمر. ويسمح لأعضاء القيادة التنفيذية بقياس نبض المؤسسة بسهولة أكبر والتخلص من الحاجة إلى الاعتماد على توقعات غير دقيقة وإزالة المناطق الرمادية حول كيفية أداء الشركة.
انظر من حولك وسترى أن المؤسسات تسعى لزيادة أعمالها من خلال زيادة قاعدة البيانات القابلة للتنفيذ وتوفير رؤى واضحة لاتجاهات الصناعة، وتسهيل نموذج صنع القرار الموجه بشكل إستراتيجي، وهذا هو التوجه الجديد في عالم الأعمال.

ختاما يعد "تحليل الأعمال" حجر الزاوية لنجاح أي منظمة تسعى إلى التغيير المستدام والابتكار. من خلال تقييم التحديات والفرص المتاحة واتخاذ قرارات مستنيرة، يمكن للمؤسسات أن تقود التغيير بشكل فعال يعزز من قدرتها على المنافسة والنمو. في الوقت نفسه، ويتطلب "قيادة التغيير" قيادة قوية ورؤية استراتيجية، يتم دعمها بالتحليل المستمر والمبني على بيانات دقيقة، لضمان نجاح التحولات المقررة.




*خبير قانوني وادارة المشاريع القانونية