موظف الظل
في كل شركة، وفي كل مكتب، وحتى في كل فريق صغير، هناك دائمًا ذلك الشخص الذي يعمل بجد، ويتحمل فوق طاقته، وينجز ما يعجز عنه غيره، ومع ذلك يبقى غير مرئي. فهو يتحرك كأنه جزء من المكان حيث يملأ الفراغات التي يتركها الآخرون، ويصلح الأخطاء بصمت، ويلتقط ما يسقط دون أن ينتبه أحد، ودون أن يطلب شكرًا أو حتى يلحظ أحد وجوده. إنه موظف الظل... هو ذلك العمود الفقري غير المعترف به، والترس الذي يجعل الماكينة تعمل بسلاسة، ومع ذلك لا يتوقف أحد ليسأل كيف ولماذا تستمر بالدوران بهذه الدقة.
والغريب في الأمر أن هذا الموظف ليس شخصًا بلا طموح، وليس قليل الكفاءة أو ضعيف المهارات، بل على العكس تمامًا ففي معظم الأحيان، قد يكون هو الأكثر اجتهادًا، والأكثر التزامًا، والأكثر حرصًا على أن يكون عمله متقنًا إلى أقصى حد. ومع ذلك، ورغم كل هذه الصفات، إلا أنه يعاني من مشكلة واحدة، فهو لا يعرف كيف يجعل الآخرين يرونه ،إذ يعتقد أن عمله وحده سيتحدث عنه، وأن الجودة ستفرض نفسها بشكل تلقائي، وأن الناس، عاجلًا أم آجلًا، سيلاحظون أثره حتى لو لم يتحدث أو يبرز نفسه. ولكنه يغفل حقيقة أساسية، وهي أن العالم الحديث لم يعد يعمل بهذه البساطة. فاليوم، التقدير لا يُمنح فقط لمن يستحقه، بل يُمنح لمن يعرف كيف يطالب به، ولمن يستطيع أن يجعل الآخرين يدركون قيمته.
ومن هنا، لا يمكن اعتبار هذه الحقيقة اتهامًا أو دعوة لأن يصبح المرء صاخبًا بلا سبب، بل هي ببساطة واقع يفرض نفسه، فنحن نعيش في زمن أصبح فيه التسويق للنفس مهارة أساسية، بل وأحيانًا لا تقل أهمية عن أي مهارة أخرى. وبالتالي، فإن العمل الجاد وحده لم يعد كافيًا كما كان في السابق، بل يجب أن يكون مقرونًا بالقدرة على إظهار الجهد وإبرازه. فكم مرة رأيت شخصًا أقل منك كفاءة، لكنه مع ذلك يحصل على التقدير والترقيات بسهولة، بينما تبقى أنت في مكانك دون أن يلحظ أحد مجهودك؟ وكم مرة وجدت نفسك تتساءل: لماذا لا يرى أحد كل هذا الجهد الذي أبذله؟ ولماذا تمر إنجازاتي مرور الكرام دون أن تحصل على الاعتراف الذي تستحقه؟
والإجابة على ذلك بسيطة، لأنك لا تعلن عن نفسك، ولأنك تعتقد أن الإنجاز وحده يكفي ليعرف الآخرون قيمتك. لكن الواقع مختلف تمامًا، ففي عالم مزدحم بالأصوات والمنافسة الشرسة، لا يكفي أن تكون جيدًا فيما تفعل، بل يجب أن يعرف الآخرون أنك كذلك. إذ لا يتعلق الأمر هنا بالتفاخر أو بالاستعراض الفارغ، وإنما بالفهم العميق لأهمية إيصال رسالتك بشكل صحيح. فأن تدع مديرك يدرك أنك الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الحرجة ليس نوعًا من التملق، بل هو في الواقع تأكيد على أهمية دورك. وأن تجعل زملاءك يدركون أنك عنصر أساسي في الفريق لا يُعتبر استعراضًا، بل هو ببساطة طريقة لضمان أن مكانتك واضحة للجميع. وكذلك، فإن الحديث عن إنجازاتك لا يعني أنك مغرور أو تبحث عن الأضواء، بل هو ببساطة إدراك واعٍ لما تستحقه من تقدير وفرص،
والسؤال الان الذي يفرض نفسه الآن: هل ستظل في الظل، منتظرًا أن يكتشفك أحدهم يومًا ما، ككنز مدفون يحتاج إلى من يحفر ليجده؟ أم أنك ستبدأ تدريجيًا في إظهار نفسك، ليس بالصوت العالي ولا بالمبالغة، وإنما بالحضور الذكي والوعي بكيفية إبراز قيمتك؟ وذلك، لأنك إن لم تفعل، فهناك دائمًا شخص آخر، ربما أقل منك كفاءة، لكنه أكثر جرأة في التعبير عن نفسه، ومستعد ليأخذ مكانك بسهولة، فقط لأنه يعرف كيف يجعل الآخرين يلاحظونه.
والغريب في الأمر أن هذا الموظف ليس شخصًا بلا طموح، وليس قليل الكفاءة أو ضعيف المهارات، بل على العكس تمامًا ففي معظم الأحيان، قد يكون هو الأكثر اجتهادًا، والأكثر التزامًا، والأكثر حرصًا على أن يكون عمله متقنًا إلى أقصى حد. ومع ذلك، ورغم كل هذه الصفات، إلا أنه يعاني من مشكلة واحدة، فهو لا يعرف كيف يجعل الآخرين يرونه ،إذ يعتقد أن عمله وحده سيتحدث عنه، وأن الجودة ستفرض نفسها بشكل تلقائي، وأن الناس، عاجلًا أم آجلًا، سيلاحظون أثره حتى لو لم يتحدث أو يبرز نفسه. ولكنه يغفل حقيقة أساسية، وهي أن العالم الحديث لم يعد يعمل بهذه البساطة. فاليوم، التقدير لا يُمنح فقط لمن يستحقه، بل يُمنح لمن يعرف كيف يطالب به، ولمن يستطيع أن يجعل الآخرين يدركون قيمته.
ومن هنا، لا يمكن اعتبار هذه الحقيقة اتهامًا أو دعوة لأن يصبح المرء صاخبًا بلا سبب، بل هي ببساطة واقع يفرض نفسه، فنحن نعيش في زمن أصبح فيه التسويق للنفس مهارة أساسية، بل وأحيانًا لا تقل أهمية عن أي مهارة أخرى. وبالتالي، فإن العمل الجاد وحده لم يعد كافيًا كما كان في السابق، بل يجب أن يكون مقرونًا بالقدرة على إظهار الجهد وإبرازه. فكم مرة رأيت شخصًا أقل منك كفاءة، لكنه مع ذلك يحصل على التقدير والترقيات بسهولة، بينما تبقى أنت في مكانك دون أن يلحظ أحد مجهودك؟ وكم مرة وجدت نفسك تتساءل: لماذا لا يرى أحد كل هذا الجهد الذي أبذله؟ ولماذا تمر إنجازاتي مرور الكرام دون أن تحصل على الاعتراف الذي تستحقه؟
والإجابة على ذلك بسيطة، لأنك لا تعلن عن نفسك، ولأنك تعتقد أن الإنجاز وحده يكفي ليعرف الآخرون قيمتك. لكن الواقع مختلف تمامًا، ففي عالم مزدحم بالأصوات والمنافسة الشرسة، لا يكفي أن تكون جيدًا فيما تفعل، بل يجب أن يعرف الآخرون أنك كذلك. إذ لا يتعلق الأمر هنا بالتفاخر أو بالاستعراض الفارغ، وإنما بالفهم العميق لأهمية إيصال رسالتك بشكل صحيح. فأن تدع مديرك يدرك أنك الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الحرجة ليس نوعًا من التملق، بل هو في الواقع تأكيد على أهمية دورك. وأن تجعل زملاءك يدركون أنك عنصر أساسي في الفريق لا يُعتبر استعراضًا، بل هو ببساطة طريقة لضمان أن مكانتك واضحة للجميع. وكذلك، فإن الحديث عن إنجازاتك لا يعني أنك مغرور أو تبحث عن الأضواء، بل هو ببساطة إدراك واعٍ لما تستحقه من تقدير وفرص،
والسؤال الان الذي يفرض نفسه الآن: هل ستظل في الظل، منتظرًا أن يكتشفك أحدهم يومًا ما، ككنز مدفون يحتاج إلى من يحفر ليجده؟ أم أنك ستبدأ تدريجيًا في إظهار نفسك، ليس بالصوت العالي ولا بالمبالغة، وإنما بالحضور الذكي والوعي بكيفية إبراز قيمتك؟ وذلك، لأنك إن لم تفعل، فهناك دائمًا شخص آخر، ربما أقل منك كفاءة، لكنه أكثر جرأة في التعبير عن نفسه، ومستعد ليأخذ مكانك بسهولة، فقط لأنه يعرف كيف يجعل الآخرين يلاحظونه.