المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 2 أبريل 2025
ابراهيم العتيبي - نائب رئيس التحرير
ابراهيم العتيبي - نائب رئيس التحرير

حين يصبح العقل نعمة منسية.. تأملات في قيمة لا تُقدَّر بثمن

العقل هو أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، وهو ما يميزه عن بقية المخلوقات، إذ يمنحه القدرة على التفكير، والإدراك، واتخاذ القرارات السليمة. ولكن كما أن العقل نعمة، فهو أيضًا مسؤولية، إذ يتطلب حسن الاستخدام والتوجيه نحو الخير، فالقرارات التي نتخذها تؤثر على حياتنا وحياة الآخرين من حولنا.

وخلال مناسبة للمعايدة هذا العيد، كان هناك مشهد مؤثر يلفت النظر إلى هذه النعمة العظيمة وأهميتها. فقد كان هناك شاب يتيم، مريض، لا يمتلك القدرة على الإدراك الكامل لما يدور حوله. كان يتحدث بكلمات غير مترابطة، يتصرف بتصرفات عفوية لا يعي معناها، يعيش في عالم بعيد عن الواقع الذي نعيشه. مشهد كهذا يوقظ في الإنسان شعور الرحمة والتعاطف، ويجعله يدرك أن امتلاك العقل والإدراك ليس مجرد أمر مسلم به، بل هو هبة عظيمة قد يفتقدها البعض، مما يجعل حياتهم أكثر صعوبة وألمًا.

وفي المقابل، هناك من وهبه الله عقلًا سليمًا، لكنه يختار أن يهدره في الجهل والتفاهة، أو يستخدمه في الشر بدلًا من الخير. فبعض الناس لا يدركون قيمة عقولهم، بل يتعمدون تجهيل أنفسهم، ويهلكون هذه النعمة بسوء التفكير واتخاذ قرارات خاطئة تدمر حياتهم وحياة من حولهم. هؤلاء لا يختلفون كثيرًا عن من فقد عقله بسبب المرض أو الظروف الخارجة عن إرادته، بل قد يكونون أشد ضررًا على أنفسهم ومجتمعاتهم.

إن امتلاك العقل السليم ليس مجرد ميزة، بل هو مسؤولية كبيرة. فكما أن هناك من حُرم هذه النعمة دون إرادته، هناك من يضيّعها بإرادته. وهنا يتجلى الفارق بين من يقدّر عقله ويستخدمه في الخير، وبين من يهمله أو يستخدمه في الشر. لذا، علينا أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة، ونسعى لتوظيفها في طريق الحق والصواب، وألا نكون ممن يملكون العقول ولكن لا يعقلون.
 0  0  2.6K