الإعلام بين الحريات والانفلات
أستاذنا الكريم، الزميل سعود بن علي الثبيتي
لقد لامستَ في مقالك واقعًا بات يؤرق كل غيور على مهنة الإعلام، حيث تختلط الأصوات الصادقة بتلك التي تبحث عن الإثارة بأي ثمن، مستغلة منصات التواصل ووسائل الإعلام لتحقيق شهرة سريعة أو مكسب وقتي.
ما طرحته من تساؤلات في نهاية المقال هو في جوهره صرخة ونداء لحماية الذوق العام، والحفاظ على المصداقية التي يجب أن يتحلى بها من يمارس دور الإعلامي، سواء في الواقع أو عبر منصات العالم الرقمي.
لكن، وبينما نتفق على ضرورة الضبط والتنظيم، يبقى التحدي الحقيقي في تحقيق التوازن بين حرية التعبير والضبط القانوني الرشيد. فالقمع المفرط لا يخلق إعلامًا مسؤولًا، كما أن الانفلات يقتل القيم ويشوّه الرسائل النبيلة.
نعم، يجب أن يكون هناك تنظيم، ويجب أن تتحمل الجهات المسؤولة دورها في منح التراخيص بعد التأكد من الكفاءة والمحتوى، ولكن لا بد أيضًا من أن نغرس في المجتمع وعيًا يستطيع أن يُفرّق بين الإعلامي الحقيقي، وبين من “تسلق جدار الشهرة” بلا أساس ولا رؤية.
ختامًا، أوافقك في أن الشوارع والأسواق ليست منابر إعلامية، وأن المحتوى الهابط ليس حرية رأي، وإنما عبثٌ يُهدد القيم ويُربك الوعي. وحان الوقت لأن نقف معًا، إعلاميين ومجتمعًا ومؤسسات، لإعادة الاعتبار لصوت العقل، ولساحة الإعلام المسؤول