المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 26 مارس 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

جلوس الشباب على كراسي المساجد: بين الحاجة وسوء الاستخدام



تُعَدّ المساجد بيوت الله التي يجتمع فيها المسلمون لأداء الصلاة والعبادة وهي أماكن يُفترض أن تسودها روح الوقار والاحترام.
ومن التسهيلات التي وُضعت فيها الكراسي التي خُصصت لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتمكنوا من أداء الصلاة بسهولة دون مشقة.
لكن للأسف، لوحظ في بعض المساجد أن بعض الشباب يتخذون هذه الكراسي مجالس للراحة والحديث وأحيانًا يستخدمونها في الصلاة رغم قدرتهم على القيام والسجود مما قد يُعدّ تعديًا على حقّ من يحتاجها بالفعل.

من أسباب هذه الظاهرة:
1. قلة الوعي:
قد لا يدرك بعض الشباب الغرض الأساسي من هذه الكراسي فيجلسون عليها ظنًّا أنها متاحة للجميع دون تمييز.
2. التهاون في آداب المسجد: المسجد مكان للعبادة، لكن بعض الشباب يفتقرون إلى الانضباط والالتزام بآدابه فيحوّلونه إلى مكان للحديث أو الراحة غير المبررة.
3. غياب التوجيه والتذكير:
ربما يكون هناك نقص في التوعية من قبل أئمة المساجد أو القائمين عليها مما يجعل البعض يظنون أن هذا التصرف مقبول.
4. الكسل والتعود على الراحة: بعض الأشخاص يفضلون الجلوس على الكرسي دون حاجة حقيقية بدافع الراحة أو الكسل عن أداء الصلاة بالطريقة الصحيحة.

آثار هذه الظاهرة:
• حرمان المستحقين:
قد يدخل شخص مسنّ أو مريض يحتاج إلى الكرسي فيجده مشغولًا بمن لا يحتاجه فعليًّا مما يسبب له مشقة.
• تقليل الوقار في المساجد: جلوس الشباب للتحدث أو الاستراحة على هذه الكراسي يسهم في التقليل من أجواء الخشوع والاحترام داخل المسجد.
• تشجيع العادة السيئة:
إذا استمر هذا السلوك دون توجيه فقد يصبح أمرًا طبيعيًّا ومتكررًا، مما يجعل من الصعب تغييره مستقبلاً.

الحلول المقترحة:
1. التوعية والتوجيه:
من المهم أن يقوم أئمة المساجد والدعاة بتوجيه المصلين خصوصًا الشباب لبيان أهمية احترام مرافق المسجد واستخدامها في محلها الصحيح.
2. وضع لوحات إرشادية:
يمكن للمساجد تعليق لافتات توضّح أن هذه الكراسي مخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة فقط.
3. دور المجتمع والأسرة:
يجب أن يكون هناك دور للأسرة في تربية الأبناء على احترام المسجد وآدابه وأيضًا دور للمصلين في التذكير بلطف عند رؤية مثل هذه التصرفات.

ختاماً:
المسجد مكان للطاعة والخشوع وينبغي أن يُحافظ على احترامه وآدابه.
لذا فإن وعي الشباب بدورهم في الحفاظ على قدسية المكان أمر ضروري.
التصرفات الصغيرة قد تبدو غير مؤثرة لكنها في الواقع تعكس مدى تقديرنا واحترامنا لبيوت الله.
لنكن قدوة حسنة ولنتعاون جميعًا في ترسيخ السلوكيات الإيجابية في مساجدنا.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  5.0K